فرع 
في الحج أربع خطب مسنونة  
إحداها : بمكة  في اليوم السابع . والثانية : يوم عرفة  ، وقد ذكرناهما . والثالثة : يوم النحر بمنى    . والرابعة : يوم النفر الأول بمنى    . ويخبرهم في كل خطبة بما بين أيديهم من المناسك وأحكامها إلى الخطبة الأخرى ، وكلهن أفراد ، [ و ] بعد صلاة الظهر إلا يوم عرفة  ، فإنها خطبتان ، وقبل الصلاة . 
 [ ص: 94 ] فرع 
ثم بعد الصلاتين يذهبون إلى الموقف . والسنة أن يقفوا عند الصخرات ، ويستقبلوا الكعبة    - والوقوف راكبا أفضل على الأظهر . والثاني : هو والماشي سواء - ويذكروا الله تعالى ويدعوه حتى تغرب الشمس ، ويكثروا التهليل فإذا غربت الشمس ، دفعوا من عرفات  منصرفين إلى مزدلفة    - ويؤخروا المغرب ليصلوها مع العشاء بمزدلفة  ، ويذهبوا بسكينة ووقار . فمن وجد فرجة أسرع . فإذا وصلوا المزدلفة  ، جمع بهم الإمام المغرب والعشاء . وحكم الأذان والإقامة سبق في باب الأذان . 
ولو انفرد بعضهم بالجمع بعرفة  ، أو بمزدلفة  ، أو صلى إحدى الصلاتين مع الإمام ، والأخرى وحده ، جاز . ويجوز أن يصلي المغرب بعرفة  ، وفي الطريق . قال   الشافعي     - رضي الله عنه - : ولا يتنفلون بين الصلاتين إذا جمعوا ، ولا على أثرهما . فأما بينهما ، فلمراعاة الموالاة . وأما على أثرهما ، فقال   ابن كج     : لا يتنفل الإمام ، لأنه متبوع . فلو اشتغل بالنفل ، لاقتدى به الناس ، وانقطعوا عن المناسك . وأما المأموم ، ففيه وجهان . 
أحدهما : لا يتنفل كالإمام . والثاني : الأمر واسع له ؛ لأنه غير متبوع . هذا في النافلة دون الرواتب . ثم أكثر الأصحاب ، أطلقوا القول بتأخير الصلاتين إلى المزدلفة    . وقيل : يؤخرهما ما لم يخش فوت وقت الاختيار للعشاء . فإن خافه ، لم يؤخر ، بل يجمع بالناس في الطريق . والسنة : أن ينصرفوا من عرفة  إلى المزدلفة  عن طريق المأزمين ، وهو الطريق بين الجبلين . 
 [ ص: 95 ] فرع 
من مكة  إلى منى  فرسخان . ومزدلفة  متوسطة بين منى  وعرفات  ، منها إلى كل واحدة منهما فرسخ . 
قلت : المختار : أن المسافة بين مكة  ومنى  ، فرسخ فقط . كذا قاله جمهور العلماء المحققين ، منهم  الأزرقي  ، وغيره ممن لا يحصى . - والله أعلم - . 
				
						
						
