" وهل يعتد بأذان الفاسق  ، والأذان الملحن    " . 
قال  ابن سيده  في " المحكم " : الفسق : العصيان ، والترك لأمر الله تعالى والخروج عن طريق الحق ، يقال : فسق يفسق ويفسق فسقا وفسوقا ، وفسق بالضم عن اللحياني  ، وقيل الفسوق : الخروج عن الدين . آخر كلامه . 
والفاسق شرعا    : من فعل كبيرة أو أكثر من الصغائر ، كذا نص عليه   [ ص: 52 ] المصنف رحمه الله في " الكافي " والكبيرة : ما فيه حد في الدنيا أو وعيد في الآخرة ، نص عليه  الإمام أحمد  رحمه الله تعالى ، وللعلماء فيه ثلاثة عشر قولا ، يطول ذكرها . والأذان الملحن : الذي فيه تطريب ، قال الجوهري    : وقد لحن في قراءته إذا طرب بها وغرد . 
" فإنه يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله    " . 
في إعرابها خمسة أوجه : بناء الأول على الفتح ورفعه بالتنوين ، فمع بناء الأول يجوز رفع الثاني ونصبه منونين وبناؤه ، ومع رفع الأول يجوز رفع الثاني وبناؤه ، ويمتنع نصبه ؛ لأنه لا وجه له . 
قال الخطابي    : معنى " لا حول ولا قوة إلا بالله "    : إظهار الفقر وطلب المعونة منه على كل ما يزاوله من الأمور ؛ أي يعالجه وهو حقيقة العبودية . 
وقال  ابن الأنباري    : الحول معناه في كلام العرب الحيلة ، يقال : ما للرجل حول وما له احتيال ، وما له محالة وما له محال بمعنى واحد ، يريد أنه لا حيلة له في دفع شيء ، ولا قوة له من درك خير إلا بالله ، ومعناه : التبرؤ من حول نفسه ومن قوته . 
وقال أبو هيثم الرازي    : قوله : لا حول أصله : من حال الشيء إذا تحرك تقول : لا حركة ولا استطاعة إلا بالله ، وقد روي عن  ابن مسعود  رضي الله عنه أنه قال في تفسير " لا حول ولا قوة إلا بالله " : لا حول عن معصية الله إلا بعصمة الله ، ولا قوة على طاعته إلا بمعونته ، قال الخطابي    : هذا أحسن ما جاء فيه ، ويقال : لا حيل ولا قوة لغة حكاها الجوهري  ، ويقال : الحوقلة والحولقة ، والأول : أكثر في كلامهم . 
				
						
						
