باب . صلاة التطوع
التطوع : تفعل من طاع يطوع إذا انقاد .
" ثم " . الوتر
يجوز فيه الجر عطفا على الكسوف والاستسقاء ، والرفع أجود ؛ عطفا على صلاة .
" وإن أوتر " .
يقال : وتر الصلاة إذا جعلها وترا ، وأوتر أكثر . نقلها أبو عثمان وغيره .
" سرد ثمانيا " .
وقوله في " : وأكثرها ثمان " وسائر ما ورد عليك في الكتاب . قال الضحى الجوهري : ثمانية رجال وثماني نسوة ، وهو في الأصل منسوبة إلى الثمن ؛ لأنه الجزء الذي صير السبعة ثمانية فهو ثمنها ، ثم فتحوا أوله ، [ ص: 92 ] وحذفوا منه إحدى ياءي النسب ، وعوضوا منها الألف كما فعلوا [ في المنسوب إلى اليمن فثبتت ياؤه عند الإضافة والنصب ، كما ثبتت ياء القاضي ، وتسقط مع التنوين عند الرفع والجر ] وما جاء في مصروف فعلى توهم أنه جمع .
" يقرأ في الأولى سبح " .
سبح : علم على السورة المبدوءة ب سبح اسم ربك الأعلى [ الأعلى 1 ] . ذهب جماعة من الصحابة والتابعين إلى أن معناه : قل سبحان ربي الأعلى و قل يا أيها الكافرون علم على هذه السورة وكذلك قل هو الله أحد علم على سورة الإخلاص ، وقد سمي كثير من سور القرآن بأول آية منها كسورة ( طه ) و ( يس ) ونحوهما .
" نستعينك ونستهديك ونستغفرك " .
أي نطلب منك العون والهداية والمغفرة .
" ونؤمن بك ونتوب إليك " .
" نؤمن " ؛ أي نصدق " ونتوب إليك " ؛ أي نفعل التوبة . وقد تقدم شرحها في باب الحيض ، " ونتوكل عليك " إلى آخر الدعاء . قال الجوهري : التوكل إظهار العجز والاعتماد على غيرك ، والاسم التكلان ، واتكلت على فلان في أمري إذا اعتمدته . قال : التوكل محله القلب ، والحركة في الظاهر لا تنافي التوكل بالقلب بعد تحقيق العبد أن التقدير من قبل الله عز وجل . وقال أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن : التوكل ترك تدبير النفس والانخلاع من الحول والقوة . وقال ذو النون المصري : التوكل الاسترسال مع الله تعالى على ما يريد . وعنه قال : التوكل قلب عاش مع الله بلا علاقة . وقيل : التوكل الثقة بما في يد الله واليأس عما في أيدي الناس . وقيل غير ذلك ، يطول شرحه . سهل بن عبد الله
" ونثني عليك الخير " .
أي نمدحك ونصفك بالخير ، قال الجوهري : وأثنى [ ص: 93 ] عليه خيرا والاسم الثناء ، والنثا بتقديم النون : مقصور مثل الثناء إلا أنه في الخير والشر ، والثناء في الخير خاصة . قال الإمام أبو عبد الله بن مالك في " مثلثه " : الثناء المدح ، فظاهر هذا أن الثناء مخصوص بالخير ، والنثا : بتقديم النون مشترك بينهما . وقال أبو عثمان سعيد بن محمد المعافري في " أفعاله " وأثنيت على الرجل : وصفته بخير أو بشر " ونشكرك " تقدم ذكر الشكر في أول الكتاب .
" ولا نكفرك " .
قال صاحب " المشارق " فيها : أصل الكفر : الجحد ؛ لأن الكافر جاحد نعمة ربه عليه وساتر لها ، ومنه : " تكفرن العشير " يعني الزوج ؛ أي يجحدن إحسانه ، والمراد هنا - والله أعلم - كفر النعمة لاقترانه ب " نشكرك ونعبدك " . قال الجوهري : ومعنى " العبادة " : الطاعة مع الخضوع والتذلل وهو جنس من الخضوع لا يستحقه إلا الله تعالى ، وهو خضوع ليس فوقه خضوع ، وسمي العبد عبدا ؛ لذلته وانقياده لمولاه . ويقال : طريق معبد إذا كان مذللا موطوءا بالأقدام .
" ونسعى " .
قال الجوهري : سعى الرجل يسعى سعيا ؛ أي عدا وكذلك إذا علم وكسب . وقال صاحب " المشارق " وقال بعضهم : والسعي إذا كان بمعنى الجري والمضي تعدى ب " إلى " وإذا كان بمعنى العمل فباللام . قال الله تعالى : وسعى لها سعيها [ الإسراء 19 ] .
" ونحفد " .
بفتح النون ويجوز ضمها ، يقال : حفد بمعنى أسرع وأحفد لغة فيه . حكاهما الشيخ في " فعل وأفعل " . وقال أبو السعادات في " نهايته " نسعى ونحفد ؛ أي نسرع في العمل والخدمة . وقال ابن قتيبة : نحفد نبادر وأصل الحفد مداركة الخطو والإسراع .
" إن عذابك الجد " .
الجد : بكسر الجيم نقيض الهزل ، فكأنه قال : [ ص: 94 ] إن عذابك الحق . قال أبو عبد الله بن مالك في " مثلثه " : الجد يعني بالفتح من النسب معروف ، وهو أيضا العظمة والحظ والقطع والوكف والرجل العظيم . والجد يعني بالكسر : الاجتهاد ، ونقيض الهزل وشاطئ النهر ، والجد يعني بالضم : الرجل العظيم والبئر عند الكلأ ، وجانب الشيء ، وجمع أجد وهو الضرع اليابس وجمع جداء وهي الشاة اليابسة الضرع والمقطوعة ، والسنة المجدبة والناقة المقطوعة الأذن ، والمرأة بلا ثدي والفلاة بلا ماء .
" وملحق " .
قال الجوهري : لحقه ولحق به أدركه وألحقه به غيره والحقه أيضا بمعنى لحقه ، وفي الدعاء : " إن عذابك بالكفار ملحق " بكسر الحاء ؛ أي لاحق بهم ، والفتح [ أيضا ] صواب . آخر كلامه .