[ ص: 406 ] كتاب الشهادات .
الشهادات : جمع شهادة ، والشهادة : مصدر شهد يشهد شهادة ، فهو شاهد ، قال
الجوهري : الشهادة : خبر قاطع ، والمشاهدة : المعاينة ، والشهادة في قول المصنف رحمه الله : تحمل الشهادة وأداؤها بمعنى " المشهود به " فهو مصدر بمعنى " المفعول " فالشهادة تطلق على التحمل ، تقول : " شهدت " بمعنى " تحملت " وعلى الأداء تقول : شهدت عند الحاكم شهادة ، أي : أديتها ، وعلى المشهود به .
فأما " شهد " ففيه وفيما جرى مجراه من كل ثلاثي عينه حرف حلق مكسور أربعة أوجه : فتح أوله ، وكسر ثانيه ، وكسرهما ، والإسكان فيهما ، قال الشاعر :
إذا غاب عنا غاب عنا ربيعنا وإن يشهد أغنى فضله ونوافله
.
" على القريب والبعيد " .
أي : على القريب منه ، كأخيه وابنه ، والبعيد منه ، كأجنبي .
" لا يسعه التخلف " .
أي : لا يجوز له التخلف ، فهو مضيق عليه في ترك إقامتها ، لأن الشيء إذا لم يسع صاحبه ، كان ضيقا عليه ، وأصل " يسع " : يوسع بالواو ، لأن ما فاؤه واو ، إذا كان مكسورا في الماضي ، لا تحذف الواو في مضارعه ، نحو : وله يوله ، ووغر صدره يوغر ، ووددت أود ، ولم يسمع حذف " الواو " إلا في يسع ويطأ . قال
الجوهري : وإنما سقطت الواو منهما لتعديهما ، وما عداهما من هذا النوع لا يكون إلا لازما ، فلذلك خولف بهما نظائرهما .
" مصرفه " .
مصرفه ، بكسر الراء : موضع صرفه ، وهي الجهات التي تصرف فيها ، فأما مصرفه بفتح الراء ، فهو المصدر .
[ ص: 406 ] كِتَابُ الشَّهَادَاتِ .
الشَّهَادَاتُ : جَمْعُ شَهَادَةٍ ، وَالشَّهَادَةُ : مَصْدَرُ شَهِدَ يَشْهَدُ شَهَادَةً ، فَهُوَ شَاهِدٌ ، قَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : الشَّهَادَةُ : خَبَرٌ قَاطِعٌ ، وَالْمُشَاهَدَةُ : الْمُعَايَنَةُ ، وَالشَّهَادَةُ فِي قَوْلِ الْمُصَنِّفِ رَحِمَهُ اللَّهُ : تَحَمُّلُ الشَّهَادَةِ وَأَدَاؤُهَا بِمَعْنَى " الْمَشْهُودِ بِهِ " فَهُوَ مَصْدَرٌ بِمَعْنَى " الْمَفْعُولِ " فَالشَّهَادَةُ تُطْلَقُ عَلَى التَّحَمُّلِ ، تَقُولُ : " شَهِدْتُ " بِمَعْنَى " تَحَمَّلْتُ " وَعَلَى الْأَدَاءِ تَقُولُ : شَهِدْتُ عِنْدَ الْحَاكِمِ شَهَادَةً ، أَيْ : أَدَّيْتُهَا ، وَعَلَى الْمَشْهُودِ بِهِ .
فَأَمَّا " شَهِدَ " فَفِيهِ وَفِيمَا جَرَى مَجْرَاهُ مِنْ كُلِّ ثُلَاثِيٍّ عَيْنُهُ حَرْفُ حَلْقٍ مَكْسُورٌ أَرْبَعَةُ أَوْجُهٍ : فَتْحُ أَوَّلِهِ ، وَكَسْرُ ثَانِيهِ ، وَكَسْرُهُمَا ، وَالْإِسْكَانُ فِيهِمَا ، قَالَ الشَّاعِرُ :
إِذَا غَابَ عَنَّا غَابَ عَنَّا رَبِيعُنَا وَإِنْ يَشْهَدْ أَغْنَى فَضْلُهُ وَنَوَافِلُهْ
.
" عَلَى الْقَرِيبِ وَالْبَعِيدِ " .
أَيْ : عَلَى الْقَرِيبِ مِنْهُ ، كَأَخِيهِ وَابْنِهِ ، وَالْبَعِيدِ مِنْهُ ، كَأَجْنَبِيٍّ .
" لَا يَسَعُهُ التَّخَلُّفُ " .
أَيْ : لَا يَجُوزُ لَهُ التَّخَلُّفُ ، فَهُوَ مُضَيَّقٌ عَلَيْهِ فِي تَرْكِ إِقَامَتِهَا ، لِأَنَّ الشَّيْءَ إِذَا لَمْ يَسَعْ صَاحِبَهُ ، كَانَ ضَيِّقًا عَلَيْهِ ، وَأَصْلُ " يَسَعُ " : يُوَسِّعُ بِالْوَاوِ ، لِأَنَّ مَا فَاؤُهُ وَاوٌ ، إِذَا كَانَ مَكْسُورًا فِي الْمَاضِي ، لَا تُحْذَفُ الْوَاوُ فِي مُضَارِعِهِ ، نَحْوَ : وَلِهَ يَوْلَهُ ، وَوَغِرَ صَدْرُهُ يَوْغَرُ ، وَوَدِدْتُ أَوَدُّ ، وَلَمْ يُسْمَعْ حَذْفُ " الْوَاوِ " إِلَّا فِي يَسَعُ وَيَطَأُ . قَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : وَإِنَّمَا سَقَطَتِ الْوَاوُ مِنْهُمَا لِتَعَدِّيهِمَا ، وَمَا عَدَاهُمَا مِنْ هَذَا النَّوْعِ لَا يَكُونُ إِلَّا لَازِمًا ، فَلِذَلِكَ خُولِفَ بِهِمَا نَظَائِرُهُمَا .
" مَصْرِفِهِ " .
مَصْرِفُهُ ، بِكَسْرِ الرَّاءِ : مَوْضِعُ صَرْفِهِ ، وَهِيَ الْجِهَاتُ الَّتِي تُصْرَفُ فِيهَا ، فَأَمَّا مَصْرَفُهُ بِفَتْحِ الرَّاءِ ، فَهُوَ الْمَصْدَرُ .