[ ص: 76 ] وذلك أن  العالم وارث النبي      ; فالبيان في حقه لابد منه من حيث هو عالم ، والدليل على ذلك أمران : أحدهما : ما ثبت من كون العلماء ورثة الأنبياء وهو معنى صحيح      [ ص: 77 ] ثابت ويلزم من كونه وارثا قيامه مقام موروثه في البيان ، وإذا كان البيان فرضا على الموروث لزم أن يكون فرضا على الوارث أيضا ، ولا فرق في البيان بين ما هو مشكل أو مجمل من الأدلة ، وبين أصول الأدلة في الإتيان بها ; فأصل التبليغ بيان لحكم الشريعة ، وبيان المبلغ مثله بعد التبليغ .  
والثاني : ما جاء من الأدلة على ذلك بالنسبة إلى العلماء ; فقد قال :  إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى   الآية [ البقرة : 159 ]  ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون      [ البقرة : 42 ]  ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله      [ البقرة : 140 ] والآيات كثيرة .  
وفي الحديث  ألا ليبلغ الشاهد منكم الغائب  وقال :  لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله مالا ; فسلطه على هلكته      [ ص: 78 ] في الحق ورجل آتاه الله الحكمة ; فهو يقضي بها ويعلمها  وقال :  من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويظهر الجهل     .  
والأحاديث في هذا كثيرة ، ولا خلاف في  وجوب البيان على العلماء   ، والبيان يشمل البيان الابتدائي والبيان للنصوص الواردة والتكاليف المتوجهة ; فثبت أن العالم يلزمه البيان من حيث هو عالم وإذا كان كذلك انبنى عليه معنى آخر وهي :  
				
						
						
