شعيب بن أبي حمزة ( ع )
الإمام ، الثقة ، المتقن ، الحافظ أبو بشر الأموي ، مولاهم الحمصي ، الكاتب ، واسم أبيه دينار .
سمع الزهري فأكثر ، ونافعا وعكرمة بن خالد ، ، [ ص: 188 ] ومحمد بن المنكدر وزيد بن أسلم وأبا الزناد ، وأبا طوالة عبد الله بن عبد الرحمن ، وعبد الوهاب بن بخت ، وعدة .
وعنه : ابنه بشر ، وبقية ، ، والوليد بن مسلم ومحمد بن حمير ، وأبو حيوة شريح بن يزيد ، ، وأبو اليمان ، وآخرون . وعلي بن عياش
وكان بديع الكتابة ، وافر المهابة ، سمعه محمد بن حمير يقول : رافقت الزهري إلى مكة ، فكنت أدرس أنا وهو القرآن جميعا .
قال أبو داود : أبوه دينار مولى زياد .
وقال عثمان بن سعيد : قلت : ليحيى بن معين فشعيب في الزهري ؟
قال : هو مثل يونس وعقيل . كتب عن الزهري إملاء للسلطان ، كان كاتبا .
قلت : يعني بالسلطان هشام بن عبد الملك .
قال عبد الله بن أحمد : سألت أبي : كيف سماع شعيب من الزهري ؟
قال : حديثه يشبه حديث الإملاء . ثم قال أبي : الشأن فيمن سمع من شعيب ، كان رجلا ضيقا في الحديث . قلت : كيف سماع أبي اليمان منه ؟ قال : كان يقول : أنبأنا شعيب . قلت : فسماع ابنه بشر ؟ قال : كان يقول : حدثني أبي .
قلت : فسماع بقية ؟ قال : شيء يسير . ثم قال : ولما حضرته الوفاة ، جمع جماعة بقية وابنه ، فقال : هذه كتبي ، ارووها عني .
قال أبو زرعة الدمشقي : حدثني قال : رأيت كتب أحمد بن حنبل شعيب ، فرأيت كتبا مضبوطة مقيدة . ورفع أحمد من ذكره . قلت : فأين هو من يونس ؟ قال : فوقه . قلت : فأين هو من عقيل ؟ قال : فوقه . قلت : فأين هو من الزبيدي ؟ قال : مثله .
قال حنبل : سمعت أبا عبد الله يقول : كان شعيب بن أبي حمزة قليل السقط . [ ص: 189 ]
وقال الأثرم : قال أحمد : نظرت في كتب شعيب ، كان ابنه يخرجها إلي ، فإذا بها من الحسن والصحة ما لا يقدر - فيما أرى - بعض الشباب أن يكتب مثلها صحة وشكلا ، ونحو ذا .
قال المفضل الغلابي : كان عند شعيب عن الزهري نحو ألف وسبعمائة حديث .
وقال عباس ، عن : أثبتهم في يحيى بن معين الزهري ، مالك ، ومعمر وعقيل ، ويونس ، ، وشعيب بن أبي حمزة وابن عيينة .
قال : كان علي بن عياش شعيب بن أبي حمزة عندنا من كبار الناس ، وكنت أنا وعثمان بن سعيد بن كثير من ألزم الناس له ، وكان ضنينا بالحديث ، كان يعدنا المجلس ، فنقيم نقتضيه إياه ، فإذا فعل ، فإنما كتابه بيده ما يأخذه أحد ، وكان من صنف آخر في العبادة ، وكان من كتاب هشام على نفقاته ، وكان الزهري معهم بالرصافة ، وسمعه يقول لبقية : يا أبا محمد ! قد مجلت يدي من العمل .
قال أبو زرعة : قلت لعلي : ما كان يعمل ؟ قال : كانت له أرض يعالجها بيده ، فلما حضرته الوفاة ، قال : اعرضوا علي كتبي ، فعرض عليه كتاب نافع . وأبي الزناد
روى أبو زرعة الدمشقي ، عن ، قال : دحيم شعيب ثقة ، ثبت ، يشبه حديثه حديث عقيل . ثم قال : والزبيدي فوقه .
قال أبو زرعة : قال لنا : قيل علي بن عياش لشعيب : يا أبا بشر ! ما لبشر لا يحضر معنا ؟ قال : شغله الطب . [ ص: 190 ]
قال يعقوب الفسوي في " تاريخه " : حدثني سليمان بن الكوفي ، قال : قلت لأبي اليمان : ما لي أسمعك إذا ذكرت تقول : حدثنا صفوان بن عمرو صفوان ، وإذا ذكرت تقول : حدثنا أبا بكر بن أبي مريم أبو بكر ، وإذا ذكرت شعيب بن أبي حمزة ، قلت : أخبرنا شعيب ؟ فغضب ، فلما سكن ، قال لي : مرض شعيب مرضه الذي مات فيه ، فأتاه إسماعيل بن عياش ، ، وبقية بن الوليد ومحمد بن حمير في رجال من أهل حمص ، أنا أصغرهم ، فقالوا : كنا نحب أن نكتب عنك ، وكنت تمنعنا . فدعا بقفة له ، فقال : ما في هذه إلا ما سمعته من الزهري ، وكتبته ، وصححته ، فلم يخرج من يدي ، فإن أحببتم ، فاكتبوها . قالوا : فنقول ماذا ؟ قال : تقولون : أنبأنا شعيب ، وأخبرنا شعيب ، وإن أحببتم أن تكتبوها عن ابني ، فقد قرأتها عليه .
قال أبو زرعة الدمشقي : حدثنا أبو اليمان ، قال : دخلنا على شعيب حين احتضر ، فقال : هذه كتبي ، فمن أراد أن يأخذها ، فليأخذها ، ومن أراد أن يعرض فليعرض ، ومن أراد أن يسمع ، فليسمعها من ابني ، فإنه سمعها مني .
قلت : فهذا يدلك على أن عامة ما يرويه أبو اليمان عنه بالإجازة ، ويعبر عن ذلك " بأخبرنا " ، وروايات أبي اليمان عنه ثابتة في " الصحيحين " ، وذلك بصيغة : أخبرنا . ومن روى شيئا من العلم بالإجازة عن مثل شعيب بن أبي حمزة في إتقان كتبه وضبطه ، فذلك حجة عند المحققين ، مع اشتراط أن يكون الراوي بالإجازة ثقة ثبتا أيضا ، فمتى فقد ضبط الكتاب المجاز ، وإتقانه ، وتحريره ، أو إتقان المجيز أو المجاز له ، انحط المروي عن رتبة الاحتجاج به ، ومتى فقدت الصفات كلها لم تصح الرواية عند الجمهور . وشعيب - رحمه الله - فقد كانت كتبه نهاية في الحسن والإتقان [ ص: 191 ] والإعراب ، وعرف هو ما يجيز ولمن أجاز ، بل رواية كتبه بالوجادة كاف في الحجة ، وفي رواية أبي اليمان عنه بذلك دليل على إطلاق " أخبرنا " في الإجازة كما يتعاناه فضلاء المحدثين بالمغرب ، وهو ضرب من التدليس ، فإنه يوهم أنه بالسماع . والله أعلم .
قال يزيد بن عبد ربه : مات شعيب سنة اثنتين وستين ومائة وقال يحيى الوحاظي وغيره : مات سنة ثلاث وستين .
قلت : مات قبل حريز بن عثمان بسنة . وعند ابن طبرزد نسخة لبشر بن شعيب عن أبيه .
أخبرنا جماعة كتابة ، قالوا : أنبأنا عمر بن محمد ، أنبأنا ابن الحصين ، أنبأنا ابن غيلان ، أنبأنا أبو بكر الشافعي ، حدثنا إبراهيم بن الهيثم ، حدثنا ، حدثنا علي بن عياش شعيب بن أبي حمزة ، عن ابن المنكدر ، عن جابر ، قال : [ ص: 192 ] أخبرنا كان الآخر من أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ترك الوضوء مما مست النار ابن الفراء ، قالا : أنبأنا ومحمد بن علي ابن أبي لقمة ، أنبأنا الخضر بن عيدان ، أنبأنا علي بن محمد ، أنبأنا أبو نصر بن هارون ، حدثنا ، حدثنا خيثمة محمد بن عوف ، حدثنا عثمان بن سعيد ، أنبأنا شعيب ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : . " الخيل معقود في نواصيها الخير "