خاتم من رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الدنيا ، واستمر الحال على ذلك في [ ص: 468 ] عصر التابعين وتابعيهم وهلم جرا ، لا يقول آدمي : إنني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى نبغ بالهند بعد خمسمائة عام بابا رتن ، فادعى الصحبة ، وآذى نفسه ، وكذبه العلماء . فمن صدقه في دعواه ، فبارك الله في عقله ، ونحن نحمد الله على العافية .
واسم أبي الطفيل ؛ عامر بن واثلة بن عبد الله بن عمرو الليثي الكناني الحجازي الشيعي .
كان من شيعة الإمام علي . مولده بعد الهجرة .
. [ ص: 469 ] رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في حجة الوداع وهو يستلم الركن بمحجنه ، ثم يقبل المحجن
وروى عن : أبي بكر ، ، وعمر بن الخطاب ، ومعاذ بن جبل ، وابن مسعود وعلي .
حدث عنه : حبيب بن أبي ثابت ، ، والزهري ، وأبو الزبير المكي ، وعلي بن زيد بن جدعان وعبد الله بن عثمان بن خثيم ، ومعروف بن خربوذ ، ، وسعيد الجريري ، وخلق سواهم . وفطر بن خليفة
قال معروف : أبا الطفيل يقول : رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا غلام شاب يطوف بالبيت على راحلته ، يستلم الحجر بمحجنه . سمعت
وقال : عن محمد بن سلام الجمحي عبد الرحمن الهمداني ، قال : دخل أبو الطفيل على معاوية ، فقال : ما أبقى لك الدهر من ثكلك عليا ؟ قال : ثكل العجوز المقلات والشيخ الرقوب . قال : فكيف حبك له ؟ قال : حب أم موسى لموسى ، وإلى الله أشكو التقصير .
وروي عن قال : أدركت من حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثمان سنين . أبي الطفيل
وقيل : إنه كان ينشد :
وخلفت سهما في الكنانة واحدا سيرمى به أو يكسر السهم كاسره
وقيل : إن أبا الطفيل كان حامل راية المختار لما ظهر بالعراق ، [ ص: 470 ] وحارب قتلة الحسين .
وكان أبو الطفيل ثقة فيما ينقله ، صادقا ، عالما ، شاعرا ، فارسا ، عمر دهرا طويلا . وشهد مع علي حروبه .
قال خليفة : وأقام بمكة حتى مات سنة مائة أو نحوها . كذا قال . ثم قال : ويقال : سنة سبع ومائة .
وقال حدثنا البخاري موسى بن إسماعيل ، حدثنا مبارك ، عن كثير بن أعين ، قال : أخبرني أبو الطفيل بمكة سنة سبع ومائة .
وقال : سمعت أبي يقول : كنت وهب بن جرير بمكة سنة عشر ومائة ، فرأيت جنازة ، فسألت عنها . فقالوا : هذا أبو الطفيل .
قلت : هذا هو الصحيح من وفاته لثبوته ، ويعضده ما قبله . ولو عمر أحد بعده كما عمر هو بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - لعاش إلى سنة بضع ومائتين .