صاحب حماة
الملك المنصور ناصر الدين محمد ابن الملك المظفر تقي الدين عمر [ ص: 147 ] بن شاهنشاه بن أيوب بن شاذي صاحب حماة ، وأبو ملوكها .
سمع من أبي الطاهر بن عوف بالثغر مع عم أبيه صلاح الدين ، وألف تاريخا كبيرا في مجلدات . وكان شجاعا ، محبا للعلماء يقربهم ويعطيهم .
روى عنه القوصي في " معجمه " ، وكانت دولته ثلاثين سنة ، وقد هزم الفرنج مرتين ، وكان زوج بنت السلطان الملك العادل ، وجاءته منها أولاده ، وماتت ، فبالغ في حزنه عليها ، حتى إنه لبس عمامة زرقاء .
قال ابن واصل ولما ورد السيف الآمدي حماة بالغ في إكرامه ، واشتغل عليه ، وألف " طبقات الشعراء " وكتاب " مضمار الحقائق " نحو عشرين مجلدة ، وجمع في خزانته من الكتب ما لا مزيد عليه ، وكان في خدمته ما يناهز مائتي معمم من الفقهاء والأدباء والنحاة والمنجمين والفلاسفة والكتبة ، وكان كثير المطالعة والبحث . بنى سورا لحماة ولقلعتها ، وكان موكبه جليلا تجذب بين يديه السيوف الكثيرة ، يضاهي موكب عمه العادل . وجمع نظمه في " ديوان " . ثم أورد منه ابن واصل قصائد جيدة .
مات في ذي القعدة سنة سبع عشرة وستمائة وتملك بعده ابنه قلج رسلان تسعة أعوام ، وتلقب بالملك الناصر . وهو ابن أخت الملك المعظم ، فعزله الكامل وولى أخاه الملك المظفر ، وسجن قلج رسلان حتى مات بمصر .