ومن هذا الباب حرشت [ الضب ] ، وذلك أن تمسح جحره وتحرك يدك حتى يظن أنها حية فيخرج ذنبه فتأخذه . وذلك المسح له أثر . فهو من القياس الذي ذكرناه . والحريش : نوع من الحيات أرقط . وربما قالوا حية حرشاء ، كما يقولون رقطاء قال :
بحرشاء مطحان كأن فحيحها إذا فزعت ماء هريق على جمر
والحرشاء : حبة تنبت شبيهة بالخردل . قال أبو النجم :وانحت من حرشاء فلج خردله
فأما قولهم حرشت بينهم ، إذا أغريت وألقيت العداوة ، فهو من الباب ; لأن ذلك كتحزيز يقع في الصدور والقلوب .ومن ذلك تسميتهم النقبة ، وهي أول الجرب يبدو ، حرشاء . يقال نقبة حرشاء ، وهي الباثرة التي لم تطل . وأنشد :
[ ص: 40 ]
وحتى كأني يتقي بي معبد به نقبة حرشاء لم تلق طاليا
كما تطاير مندوف الحراشين
فيقال إنه شيء في القطن لا تديثه المطارق ، ولا يكون ذلك إلا لخشونة فيه .