فأما الحد فحرف كل شيء حده ، كالسيف وغيره . ومنه الحرف ، وهو الوجه . تقول : هو من أمره على حرف واحد ، أي طريقة واحدة . قال الله تعالى ومن الناس من يعبد الله على حرف . أي على وجه واحد . وذلك أن العبد يجب عليه طاعة ربه تعالى عند السراء والضراء ، فإذا أطاعه عند السراء وعصاه عند الضراء فقد عبده على حرف . ألا تراه قال تعالى : فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه . ويقال للناقة حرف . قال قوم : هي الضامر ، شبهت بحرف السيف . وقال آخرون : بل هي الضخمة ، شبهت بحرف الجبل ، وهو جانبه . قال أوس :
حرف أخوها أبوها من مهجنة وعمها خالها قوداء مئشير
وقال كعب بن زهير :حرف أخوها أبوها من مهجنة وعمها خالها جرداء شمليل
والأصل الثالث : المحراف ، حديدة يقدر بها الجراحات عند العلاج . قال :
إذا الطبيب بمحرافيه عالجها زادت على النقر أو تحريكها ضجما
ومن هذا الباب فلان يحرف لعياله ، أي يكسب . وأجود من هذا أن يقال فيه إن الفاء مبدلة من ثاء . وهو من حرث أي كسب وجمع . وربما قالوا أحرف فلان إحرافا ، إذا نما ماله وصلح . وفلان حريف فلان أي معامله . وكل ذلك من حرف واحترف أي كسب . والأصل ما ذكرناه .