فالأول قولهم حرقت الشيء إذا بردت وحككت بعضه ببعض . والعرب تقول : " هو يحرق عليك الأرم غيظا " ، وذلك إذا حك أسنانه بعضها ببعض . والأرم هي الأسنان . قال :
نبئت أحماء سليمى إنما باتوا غضابا يحرقون الأرما
[ ص: 44 ] وقرأ ناس : لنحرقنه ثم لننسفنه ، قالوا : معناه لنبردنه بالمبارد . والحرق : النار . والحرق في الثوب . والحروقاء هذا الذي يقال له الحراق . وكل ذلك قياسه واحد .ومن الباب قولهم للذي ينقطع شعره وينسل حرق . قال :
حرق المفارق كالبراء الأعفر
والحرقان : المذح في الفخذين ، وهو من احتكاك إحداهما بالأخرى . ويقال فرس حراق إذا كان يتحرق في عدوه . وسحاب حرق ، إذا كان شديد البرق . وأحرقني الناس بلومهم : آذوني . ويقال إن المحارقة جنس من المباضعة . وماء حراق : ملح شديد الملوحة .وأما الأصل الآخر فالحارقة ، وهي العصب الذي يكون في الورك . يقال رجل محروق ، إذا انقطعت حارقته . قال :
يشول بالمحجن كالمحروق
[ ص: 45 ]