الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ولما ورد ماء مدين الآيات .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج الفريابي ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن ابن عباس قال : خرج موسى خائفا جائعا، ليس معه زاد، حتى انتهى إلى ماء مدين وعليه أمة من الناس يسقون، وامرأتان جالستان بشياههما، فسألهما : ما خطبكما قالتا : لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير قال : فهل قربكما ماء؟ قالتا : لا، إلا بئر عليها صخرة قد غطيت بها لا يطيقها نفر . قال : فانطلقا فأريانيها . فانطلقتا معه، فقال بالصخرة بيده، فنحاها، ثم استقى لهما سجلا واحدا، فسقى الغنم، ثم أعاد الصخرة إلى مكانها، ثم تولى إلى الظل [ ص: 448 ] فقال : رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير فسمعتا ما قال، فرجعتا إلى أبيهما، فاستنكر سرعة مجيئهما، فسألهما فأخبرتاه، فقال لإحداهما : انطلقي فادعيه . فأتته، فقالت : إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا فمشت بين يديه، فقال لها : امشي خلفي، فإني امرؤ من عنصر إبراهيم، لا يحل لي أن أرى منك ما حرم الله علي، وأرشديني الطريق . فلما جاءه وقص عليه القصص ، قالت إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين قال لها أبوها : ما رأيت من قوته وأمانته؟ فأخبرته بالأمر الذي كان، قالت : أما قوته فإنه قلب الحجر وحده، وكان لا يقلبه إلا النفر، وأما أمانته فإنه قال : امشي خلفي وأرشديني الطريق، لأني امرؤ من عنصر إبراهيم، لا يحل لي منك ما حرم الله تعالى . قيل لابن عباس : أي الأجلين قضى موسى؟ قال : أبرهما وأوفاهما .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي ، وابن أبي شيبة في "المصنف"، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والحاكم وصححه، عن عمر بن الخطاب قال : إن موسى عليه السلام لما ورد ماء مدين، وجد عليه أمة من الناس يسقون، فلما فرغوا أعادوا الصخرة على البئر، ولا يطيق رفعها إلا عشرة رجال، فإذا هو بامرأتين، قال : ما خطبكما فحدثتاه، فأتى الحجر فرفعه وحده ثم استقى، فلم [ ص: 449 ] يستق إلا ذنوبا واحدا حتى رويت الغنم، فرجعت المرأتان إلى أبيهما فحدثتاه، وتولى موسى إلى الظل فقال : رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير قال : فجاءته إحداهما تمشي على استحياء واضعة ثوبها على وجهها، ليست بسلفع من النساء خراجة ولاجة، قالت : إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا فقام معها موسى فقال لها : امشي خلفي وانعتي لي الطريق؛ فإني أكره أن تصيب الريح ثيابك فتصف جسدك . فلما انتهى إلى أبيها قص عليه، فقالت إحداهما : يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين قال : يا بنية، ما علمك بأمانته وقوته؟ قالت : أما قوته فرفعه الحجر ولا يطيقه إلا عشرة رجال، وأما أمانته فقال : امشي خلفي وانعتي لي الطريق، فإني أكره أن تصيب الريح ثيابك فتصف لي جسدك . فزاده ذلك رغبة فيه، فقال : إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين إلى قوله : ستجدني إن شاء الله من الصالحين أي : في حسن الصحبة والوفاء بما قلت . قال موسى : ذلك بيني وبينك أيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي قال : نعم . قال : الله على ما نقول وكيل فزوجه وأقام معه يكفيه، ويعمل له في رعاية غنمه وما يحتاج إليه، وزوجه صفورة أو [ ص: 450 ] أختها شرقا، وهما اللتان كانتا تذودان .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد في "الزهد"، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : ولما ورد ماء مدين قال : ورد الماء حيث ورد وإنه لتتراءى خضرة البقل من بطنه من الهزال .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس قال : خرج موسى عليه السلام من مصر إلى مدين وبينه وبينها ثمان ليال، ولم يكن له طعام إلا ورق الشجر، وخرج إليها حافيا، فما وصل إليها حتى وقع خف قدمه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال : لما ورد ماء مدين كان مسيره خمسة وثلاثين يوما .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي ، وابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : أمة من الناس قال : ناس . وفي قوله : إني لما أنزلت إلي من خير فقير قال : من طعام .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله : ووجد من دونهم امرأتين قال : أسماؤهما ليا، وصفورا، ومعهما أربع أخوات لهما صغار يسقين [ ص: 451 ] الغنم في الصحاف .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن ابن عباس في قوله : تذودان قال : تحبسان .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن أبي مالك في قوله : تذودان قال : تحبسان غنمهما، حتى يفرغ الناس، وتخلو لهما البئر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله : قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء قال : تنتظران أن تسقيا من فضول ما في حياضهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن عاصم ، أنه قرأ : حتى يصدر الرعاء برفع الياء وكسر الراء في الرعاء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج سعيد بن منصور ، وابن أبي شيبة ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، والضياء في "المختارة"، عن ابن عباس قال : لقد قال موسى : رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير وهو أكرم خلقه عليه، ولقد افتقر إلى شق تمرة، ولقد لصق بطنه بظهره من شدة الجوع .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : إني لما أنزلت إلي من خير فقير . [ ص: 452 ] قال : ما سأل إلا الطعام .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد "الزهد"، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : إني لما أنزلت إلي من خير فقير قال : سأل فلقا من الخبز يشد بها صلبه من الجوع .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : لما هرب موسى من فرعون أصابه جوع، كانت ترى أمعاؤه من ظاهر الثياب، فقال : رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لما سقى موسى للجاريتين، ثم تولى إلى الظل فقال : رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير » . قال : «إنه يومئذ فقير إلى كف من تمر» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وأحمد في "الزهد"، وعبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، عن سعيد بن جبير في قوله : رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير قال : شبعة يومئذ .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي ، وأحمد ، عن مجاهد قال : ما سأل إلا طعاما يأكله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي ، وأحمد ، عن إبراهيم : التيمي : إني لما أنزلت إلي من خير فقير قال : ما كان معه رغيف ولا درهم .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 453 ] وأخرج سعيد بن منصور ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، من طريق عبد الله بن أبي الهذيل، عن عمر بن الخطاب في قوله : تمشي على استحياء قال : جاءت مستترة بكم درعها على وجهها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرجه ابن المنذر عن ابن أبي الهذيل موقوفا عليه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد ، عن مطرف بن الشخير قال : أما والله لو كان عند نبي الله شيء ما تبع مذقتها ولكن حمله على ذلك الجهد .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن عساكر عن أبي حازم قال : لما دخل موسى على شعيب إذا هو بالعشاء، فقال له : شعيب : كل . قال موسى : أعوذ بالله . قال : ولم؟ ألست بجائع؟! قال : بلى، ولكن أخاف أن يكون هذا عوضا لما سقيت لهما، وأنا من أهل بيت لا نبيع شيئا من عمل الآخرة بملء الأرض ذهبا . قال : لا والله، ولكنها عادتي وعادة آبائي، نقري الضيف، ونطعم الطعام . فجلس موسى فأكل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ،عن مالك بن أنس، أنه بلغه أن شعيبا عليه السلام هو الذي قص على موسى القصص .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن الحسن قال : يقول ناس : إنه [ ص: 454 ] شعيب . وليس بشعيب، ولكنه سيد الماء يومئذ .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج سعيد بن منصور ، وابن أبي شيبة ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن أبي عبيدة قال : كان صاحب موسى أثرون ابن أخي شعيب النبي .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، وابن مردويه ، عن ابن عباس قال : كان اسم ختن موسى يثربي .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : الذي استأجر موسى يثرى صاحب مدين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج سعيد بن منصور عن ابن عباس ، أنه كان يكره الكنية بأبي مرة، وكانت كنية فرعون، وكانت صاحبة موسى صفيرا بنت يثرون .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي ، وابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : القوي . قال : قوته فتح لهما عن بئر حجرا على فيها، فسقى لهما، الأمين قال : غض طرفه عنهما حين سقى لهما .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 455 ] وأخرج الطبراني عن ابن مسعود قال : لما قالت صاحبة موسى : يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين قال : وما رأيت من قوته؟ قالت : جاء إلى البئر وعليه صخرة لا يقلها كذا وكذا فرفعها . قال : وما رأيت من أمانته؟ قالت : كنت أمشي أمامه فجعلني خلفه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين قال : بلغني أنه نكح الكبيرة التي دعته واسمها صفورا، وأبوها ابن أخي شعيب، واسمه رعاويل، وقد أخبرني من أصدق أن اسمه في الكتاب يثرون كاهن مدين، والكاهن حبر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر عن نوف الشامي قال : ولدت المرأة لموسى غلاما فسماه جرثمة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن ماجه ، والبزار ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، وابن مردويه ، عن عقبة بن المنذر السلمي قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرأ : طس حتى بلغ قصة موسى قال : «إن موسى آجر نفسه ثماني سنين أو عشرا على عفة فرجه، وطعام بطنه، فلما وفى الأجل» . قيل : يا رسول الله، [ ص: 456 ] أي الأجلين قضى موسى؟ قال : «أبرهما وأوفاهما، فلما أراد فراق شعيب، أمر امرأته أن تسأل أباها أن يعطيها من غنمه ما يعيشون به، فأعطاها ما ولدت من غنمه قالب لون من ذلك العام، وكانت غنمه سوداء حسناء، فانطلق موسى إلى عصاه فسماها من طرفها، ثم وضعها في أدنى الحوض، ثم أوردها فسقاها، ووقف موسى بإزاء الحوض، فلم يصدر منها شاة إلا ضرب جنبها شاة شاة، قال : فأنمت وأثلثت، ووضعت كلها قوالب ألوان، إلا شاة أو شاتين، ليس فيها فشوش، ولا ضبوب، ولا عزوز، ولا ثعول، ولا كمشة تفوت الكف» . قال النبي صلى الله عليه وسلم : «فلو افتتحتم الشام وجدتم بقايا تلك الغنم، وهي السامرية» . قال ابن لهيعة : الفشوش : التي تفش بلبنها، واسعة الشخب، والضبوب : الطويلة الضرع مجترة، والعزوز : الضيقة الشخب، والثعول : التي ليس لها ضرع إلا كهيئة حلمتين، والكمشة : الصغيرة الضرع لا يدركه الكف .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 457 ] وأخرج ابن جرير عن أنس قال : لما دعا موسى صاحبه إلى الأجل الذي كان بينهما قال له صاحبه : كل شاة ولدت على لونها فلك ولده . ، فعمد فرفع خيالا على الماء، فلما رأت الخيال فزعت، فجالت جولة، فولدت كلهن بلقا إلا شاة واحدة، فذهب بألوانهن ذلك العام .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج سعيد بن منصور ، وابن أبي شيبة في "المصنف"، وعبد بن حميد ، والبخاري ، وابن المنذر ، وابن مردويه ، من طرق عن ابن عباس ، أنه سئل : أي الأجلين قضى موسى؟ فقال : قضى أكثرهما وأطيبهما؛ إن رسول الله إذا قال فعل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البزار ، وأبو يعلى ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والحاكم وصححه، وابن مردويه ، عن ابن عباس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل جبريل : «أي الأجلين قضى موسى؟» قال : أتمهما وأكملهما .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن يوسف بن سرج، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل : أي [ ص: 458 ] الأجلين قضى موسى؟ فسأل جبريل، فقال : لا علم لي . فسأل جبريل ملكا فوقه، فقال : لا علم لي . فسأل ذلك الملك ربه، فقال الرب عز وجل : أبرهما وأتقاهما وأزكاهما .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه ، من طريق علي بن عاصم ، عن أبي هارون، عن أبي سعيد الخدري : أن رجلا سأله : أي الأجلين قضى موسى؟ فقال : لا أدري حتى أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم . فسأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : «لا أدري حتى أسأل جبريل» . فسأل جبريل، فقال : لا أدري حتى أسأل ميكائيل . فسأل ميكائيل، فقال : لا أدري حتى أسأل الرفيع . فسأل الرفيع، فقال : لا أدري حتى أسأل إسرافيل . فسأل إسرافيل فقال : لا أدري حتى أسأل ذا العزة . فنادى إسرافيل بصوته الأشد : يا ذا العزة، أي الأجلين قضى موسى؟ قال : أتم الأجلين وأطيبهما؛ عشر سنين .

                                                                                                                                                                                                                                      قال علي بن عاصم : فكان أبو هارون إذا حدث بهذا الحديث يقول : حدثني أبو سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم، عن جبريل، عن ميكائيل، عن الرفيع، عن إسرافيل، عن ذي العزة تبارك وتعالى أن موسى قضى أتم الأجلين وأطيبه، عشر سنين .


                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 459 ] وأخرج ابن مردويه ، عن جابر قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الأجلين قضى موسى؟ قال : «أوفاهما» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «قال لي جبريل : يا محمد، إن سألك اليهود : أي الأجلين قضى موسى؟ فقل : أوفاهما . وإن سألوك أيهما تزوج فقل : الصغرى منهما» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الخطيب في "تاريخه" عن أبي ذر قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إذا سئلت : أي الأجلين قضى موسى؟ فقل : خيرهما وأبرهما . وإن سئلت : أي المرأتين تزوج؟ فقل : الصغرى منهما . وهي التي جاءت فقالت : يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين فقال : ما رأيت من قوته؟ قالت : أخذ حجرا ثقيلا فألقاه على البئر . قال : وما الذي رأيت من أمانته؟ قالت : قال لي : امشي خلفي ولا تمشي أمامي» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البيهقي عن ابن عباس قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الأجلين قضى موسى؟ قال : «أبعدهما وأطيبهما» .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 460 ] وأخرج البزار ، وابن أبي حاتم ، والطبراني في "الأوسط"، وابن مردويه ، بسند ضعيف، عن أبي ذر، أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل : أي الأجلين قضى موسى؟ قال : «أبرهما وأوفاهما» . قال : «وإن سئلت : أي المرأتين تزوج؟ فقل : الصغرى منهما» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي ، وسعيد بن منصور ، وابن أبي شيبة في "المصنف"، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن محمد بن كعب القرظي قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الأجلين قضى موسى؟ قال : «أبرهما وأوفاهما» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن مجاهد ، أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل جبريل : «أي الأجلين قضى موسى؟ قال : سوف أسأل إسرافيل . فسأله، فقال : سوف أسأل الرب . فسأله فقال : أبرهما وأوفاهما» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه عن مقسم قال : لقيت الحسن بن علي بن أبي طالب ، فقلت له : أي الأجلين قضى موسى، الأول أو الآخر؟ قال : الآخر . [ ص: 461 ] وأخرج الفريابي عن مجاهد في قوله : فلما قضى موسى الأجل قال : عشر سنين، ثم مكث بعد ذلك عشرا أخرى .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله : والله على ما نقول وكيل قال : على قول موسى وختنه .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية