تقع النرويج في أقصى شمال أوروبا ، تمتد حتى النهاية الشمالية لقارة أوروبا حيث المحيط المتجمد الشمالي ، ويحدها بحر الشمال من الجنوب ، والمحيط الأطلنطي من الغرب، والسويد وفنلندا وروسيا من الشرق.
وتعتبر النرويج إحدى الدول الاسكندنافية وهي دولة فريدة بظواهرها الطبيعية ، وتبلغ مساحتها 877ر323 كيلو مترا مربعا وسكانها نحو خمسة ملايين نسمة ، والعاصمة تسمى ( أوسلو ).
تعيش جماعات اللاب في شمالي النرويج ، وإلي جانبهم أقلية من الفنلنديين ، والأغلبية الباقية من سكان النرويج من النرويجيين ويعيش أكثر من نصف السكان في المدن وحوالي 40% من السكان يعيشون في القرى .
وصول الإسلام إلى النرويج :
وصل الإسلام إلى بلاد النرويج حديثا ، وذلك عندما هاجر إليها عدد من العمال من بعض الدول الإسلامية ، وهؤلاء يعملون في الفنادق والمطاعم والحرف اليدوية ، وهناك عدد ضئيل يعمل في التجارة في الأحياء التي يعيش فيها المسلمون ، ولقد بدأت هجرة هؤلاء العمال إلى الدول الاسكندنافية منذ سنة 1960م ، ومعظمهم من باكستان وتركيا ويوغسلافيا والمغرب.
وتعاني جماعات المسلمين من عدم معرفة اللغة النرويجية ، ومن قلة المهارة مما يجعلهم يستخدمون في الأعمال الشاقة ، وفي الفنادق والمطاعم ، كما يعملون في قطاعات أخرى ، مثل صناعة حفظ الأغذية وصناعة الملابس ، ويتقاضون أجورا زهيدة، ولقلة الدخول وانخفاض المستوى يعيش المسلمون بالنرويج في الأحياء الفقيرة أو مساكن متواضعة يقيمها أصحاب الأعمال وغالبية المسلمين في النرويج يعيشون في العاصمة أوسلو وفي مدينة برجن وكذلك في ترندهايم.
وأخذ عدد المسلمين في التزايد فكان عدهم في سنة 1973م حوالي سبعة آلاف مسلم كان بينهم أربعة آلاف باكستاني ، وألف تركي ، والباقي من اليوغسلافيين ومن المغاربة وجنسيات أخرى
و صل عددهم في سنة 1977م إلى تسعة آلاف ، بينهم ستة آلاف باكستاني ، وألف وخمسمائة تركي ، والباقي من اليوغسلافيين ومن المغاربة ، ويزيد عددهم الآن على عشرة آلاف مسلم.
المنظمات الإسلامية:
المنظمات الخاصة بالمسلمين في الدول الاسكندنافية تنقسم إلى ثلاثة أنواع ، منظمات خاصة بكل عنصر أو جماعة تتحدث لغة واحدة ، ومنظمات تأخذ صبغة سياسية ثم المنظمات الدينية تعمل لخدمة احتياجات المسلمين، وفي النرويج الجمعية الإسلامية الحنيفية ، وتهتم هذه الجمعية بتعليم أبناء المسلمين قواعد دينهم ، واستأجرت لهذه الغاية شقة في مدينة أوسلو.
والهيئة الإسلامية الثانية هي المركز الإسلامي الثقافي ، وتوجد هيئات إسلامية محدودة ، ولما كانت الحاجة ماسة إلي توحيد الهيئات والمنظمات الإسلامية في الدول الاسكندنافية لذا تكون اتحاد الجمعيات الإسلامية منذ سنة 1974م وللاتحاد فرع في مدينة أوسلو، ولرابطة العالم الإسلامي مكتب في كوبنهاجن بالدانمارك ويعاون اتحاد الجمعيات الإسلامية في النرويج بإرسال الأئمة والمدرسين.
وقد استأجر المسلمون مراكز قبل سنوات لأداء الصلاة فيها ، ثم فكر المسلمون في بناء مسجد لهم في مدينة أوسلو بعد أن حصلوا على قطعة أرض من حكومة النرويج ، وحاجة المسلمين هناك ماسة لترجمة معاني القرآن الكريم حتى يتجاوز المسلمون مرحلة الحفاظ على شخصيتهم الإسلامية، ويباشروا مهمة الدعوة بعد تزويدهم بالكتب الإسلامية المترجمة والدعاة الذين يجيدون اللغة الاسكندنافية كما أن المسلمين في حاجة إلى مركز إسلامي، ومدارس لتعليم أبنائهم في بيئة متقدمة، وفي خضم من الحضارة التي تغيب فيها القيم الروحية.
وختاما – نسأل الله القدير أن يوفق المسلمين في النرويج في حياتهم العامة ويسهل عليهم أمور دينهم ودنياهم بمساعدة إخوانهم المسلمين لهم في العالم، والله ولي التوفيق.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
د . عبد الله مبشر الطرازي