تقع تشاد في قلب وسط إفريقيا، وتبلغ مساحتها : 1284000 كم مربع.
عدد السكان: 7 ملايين نسمة تقريبًا. المسلمون: 85%، النصارى: 5%، الوثنيون: 10% .
ميراث الاستعمار
مكثت جمهورية تشاد تحت وطأة الاستعمار الفرنسي مدة ستين عامًا من عام 1900م إلى عام 1961م، وبعد الاستعمار الفرنسي مرت البلاد بثلاث مراحل من الحكم:
المرحلة الأولى: حكم البلاد عن طريق الأقلية من النصارى.
المرحلة الثانية: حكم البلاد عن طريق أذناب الاستعمار من الذين عملوا على تدمير البلاد اقتصاديًّا وثقافيًّا واجتماعيًّا، ووصلت البلاد في ظل حكم هؤلاء المنافقين إلى درجة متناهية من الضعف والفقر والتشريد والقتل.
المرحلة الثالثة: وهي المرحلة الحالية: مرحلة الاستقرار وانتعاش الأحوال في ظل قيادة الرئيس الحالي (إدريس ديبي) الذي يؤمل فيه أن ينهض بالبلاد ويحقق للشعب التشادي آماله وطموحاته في الاستفادة من خيرات وثروات بلاده، والعودة به إلى دين الله القويم، الذي تربى عليه التشاديون مئات السنين، وللأسف الشديد، فإن بصمات الاستعمار الفرنسي واضحة على أنظمة ومؤسسات الدولة المدنية والعسكرية، ولغة المثقفين، بل ولغة الدواوين والمخاطبات بين المؤسسات الحكومية والشركات وغيرها.
الوضع الدعوي
يقوم المجلس الإسلامي الأعلى في تشاد بالإشراف على الشؤون الإسلامية في جميع أنحاء البلاد ويرأسه الشيخ الدكتور حسين أبكر، ومن أهدافه كما جاء في النظام الأساسي للمجلس:
· الإشراف على شؤون الفتوى .
· الإشراف على شؤون الدعوة والإرشاد والتوجيه للمسلمين وغيرهم.
· الإشراف على خلاوي القرآن وتطويرها.
· الدفاع عن حقوق المسلمين بالطرق المشروعة
وهناك مؤسسات إسلامية أخرى منها:
· منظمة الدعوة الإسلامية: وهي منظمة علمية دعوية اجتماعية، يرأسها الدكتور حقار، وتعنى برفع المستوى العلمي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي، ولها عناية خاصة بالدعوة إلى الكتاب والسنة.
· جماعة أنصار السنة المحمدية: ومركزها بالعاصمة أنجمينا، ورئيسها: الشيخ محمد نهار زين ، وتهتم في نشاطها بالدعوة إلى الكتاب والسنة قولاً وعملاً من خلال إقامة حلقات تحفيظ القرآن الكريم ، وتنظيم الدورات العلمية ، وتوزيع الشريط الإسلامي وتأهيل الدعاة وطلاب العلم والمعلمين ، مع كفالتهم وصرف رواتبهم والعناية بالنواحي الاجتماعية والصحية.
الصوفية:
وللصوفية جذور عميقة في تشاد، فمعظم الشعب التشادي يمارس عبادته على الطريقة الصوفية التيجانية المنحرفة ، التي كانت قوية ومهيمنة على الجانب الديني في البلاد.
لكن بعد ثورات المسلمين والانفتاح للدعوة السُّنية شيئًا ما، بدأت الصوفية تضعف، ففي الوقت الراهن ومع الانفتاح الكبير ونشاط أهل السنة الذي اتسع و أصبح قوياً، وله دور بارز في الساحة الدعوية الإصلاحية في جميع أرجاء البلاد، بدأت تقل عداوة الصوفية لأهل السنة ، وأصبح المشائخ من زعماء الصوفية معتدلين، والسبب في يرجع إلى أمرين:
· الوعي الكبير الحاصل في صفوف الشباب بأهمية التمسك بالكتاب والسنة.
· إبرام اتفاقية التعايش السلمي بين الطوائف المسلمة التي أمر بها رئيس الجمهورية
التنصير:
كانت أول بدايات التنصير في عام 1820م ، و كان المنصرون يعملون تحت ستار الاستكشاف، وأخفي المنصرون أهدافهم لأن الحكومة آنذاك حكومة إسلامية تعيش معاني الجهاد، وهي مملكة ودّاي في شرق تشاد، وبعد بقاء المنصرين مدة طويلة في البلاد، لم يعرف الناس هويتهم وأهدافهم قرّروا الذهاب إلى جنوب البلاد.
وفي عام 1894م عندما وصلت القوات الفرنسية بكثافة كبيرة انتشرت فرق تنصيرية تابعة للكنيسة الكاثوليكية، وكان لوجود القوات الفرنسية دور كبير في تنصير مجموعة كبيرة من السكان.
ومن ذلك التاريخ إلى يومنا هذا والتنصير يعمل بجميع إرسالياته، وقدراته، وأساليبه لإخراج المسلمين في تشاد من دينهم، وتنصير الوثنيين الذين لا دين لهم.
وقد بلغ عدد المنظمات التنصيرية الدولية العاملة في البلاد (27 منظمة) لها ميزانيات مالية ضخمة، أما المنظمات والمؤسسات التنصيرية المحلية التي لها اعتراف رسمي من الحكومة فيزيد عددها على (78 منظمة ومؤسسة) تنصيرية.
أما المنظمات الدولية المستترة بستار منظمات وطنية فهي كثيرة جدًّا يصعب تمييزها من المنظمات المحلية الرسمية من قبل عامة الناس، لكن يمكن معرفتها بأمرين:
· إذا وجد بين العاملين فيها من الإداريين أشخاص غير تشاديين.
· إذا كانت قادرة على تقديم المساعدات المادية إلى الناس، وما أمكن حصره من هذه المنظمات يصل إلى (14 منظمة) تقريبًا.
ومع هذا التركيز القوي على دولة تشاد من قبل الكنيسة العالمية ، ورغم الجهود المتواضعة للدعوة الإسلامية هناك ، لكن الله جعل فيها خيرًا كثيرًا، يتمثل ذلك في اقتحام المنظمات الإسلامية ، والدعاة الجسور الهشة التي جعلتها المنظمات التنصيرية بين الشعب وبين النصرانية ، وقد أسلم عدد كبير من النصارى خصوصًا في الجنوب الذي كان بيت القصيد لدعوة النصارى.
وقد التقينا بمجموعة متميزة ومحتسبة من الدعاة التشاديين في الجنوب يشكون إلينا حالهم مع كثرة المهتدين من النصارى، فهم غير قادرين على العناية بهم من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والدعوية لقلة ذات اليد.
وقد شاهدنا ما أثلج صدورنا، وأفرج قلوبنا من تطبيق المهتدين من النصارى للسنة، والاستماتة في الدعوة إلى الكتاب والسنة ونشرها بين الناس.
وفي طريقنا من " سار إلى منقو " شاهدنا قرية كاملة أسلم أهلها ، ويشرف عليهم أحد الدعاة ويطبقون الإسلام في جميع شؤون حياتهم ، وقد قمنا بجولة على جميع أجزاء ونواحي القرية، ولم نشاهد امرأة متبرجة، فالحجاب مطبق عندهم تطبيقًا كاملاً.
والذي لفت انتباهنا أيضًا، أنه لم يتخلف عن صلاة الظهر فرد واحد من الرجال والشباب حتى الصبيان، وكان مما قاله لنا الداعية الذي يشرف على هذه القرية: أطلب منكم سيارة قوية أتجول بها في مناطق الجنوب وأضمن لكم بعد توفيق الله تعالى إسلام الآلاف من الناس.