الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فتح بلغراد عاصمة المجر 927 هـ

فتح بلغراد عاصمة المجر 927 هـ

كان السلطان العثماني خليفة المسلمين يقوم بدوره في نشر الإسلام ، وفتح البلدان ، فأرسل إلى ملك المجر سفيرًا يخيره بين الإسلام أو الجزية أو الحرب .
فما كان من ملك المجر ( لويز الثاني ) إلا أن أمر بإعدام السفير ، مما أثار غضب السلطان سليمان ، فأمر بتجهيز الجيوش وجمع كل ما تتلطبه من الذخائر والمؤن ، وسار هو بنفسه في مقدمة الجيش ، وأرسل أحد مشاهير قواده ( واسمه أحمد باشا) لمحاصرة مدينة " شابتس " الواقعة شمال بلغراد والتي تسمى اليوم سابوتيكا، ففتحها يوم2 شعبان سنة 927هـ(الموافق 8 تموز - يوليو سنة 1521م)، ووصل إليها السلطان سليمان في اليوم التالي ، ثم قاد الجيوش التي كانت تقوم على حصار هذه المدينة لمساعدة وزيره ( بير محمد باشا ) الذي كان يحاصر مدينة بلغراد، ويضيق الخناق عليها، ودافع المجريون عن عاصمتهم دفاعًا شديدًا ، غير أن جند المسلمين تمكنوا من اقتحامها يوم 25 رمضان سنة 927 هـ ( 29 أغسطس سنة 1521م ) وأخلى الجنود المجريون قلعتها ، ودخلها السلطان ، وصلى الجمعة في إحدى كنائسها التي حُوِّلت فورًا إلى مسجد .
وصارت هذه المدينة التي كانت أمنع حصن للمجريين ضد تقدم القوات العثمانية ، أكبر مساعد لها على فتح ما وراء الدانوب من الأقاليم والبلدان .
وأعلن السلطان هذا الانتصار بالكتابة إلى جميع الولاة، وإلى ملوك أوروبا ، ورئيس جمهورية البنادقة ، ثم عاد القسطنطينية مكللاً بالنصر والظفر على الأعداء ، وأرسل إليه قيصر الروس يهنئه بالفوز والظفر ، وكذلك فعل رئيسًا جمهوريتي البندقية وراجوزه
وقد تمكن المسلمون العثمانيون بفضل هذا الفتح من التقدم لفتح بلاد ما وراء نهر الدانوب .

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة



الأكثر مشاهدة اليوم

من ذاكرة التاريخ

أبو المعالي الجويني إمام الحرمين

الإمام الجويني أحد كبار أئمة المذهب الشافعي، مجمع على إمامته متفق على غزارة علومه وتفننه فيها. قضى معظم حياته...المزيد