حظِيَ غار حراء بشرف عظيم، إذ هو المكان الذي أكرم الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم فيه بمقام النبوة.
فالتقى الملك جبريل - رسول رب العالمين - بمحمد صلى الله عليه وسلم فألقى عليه أوائل سورة العلق { اقرأ باسم ربك الذي خلق } (العلق:1)، وكان الغار قبل ذلك محلا لعبادته وتقربه صلى الله عليه وسلم إلى ربه جلا وعلا، وثبت في الصحيحين عن عائشة أم المؤمنين ( وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه وهو التعبد ).
ويقع غار حراء شمال شرقي المسجد الحرام على جبل حراء بأعلى مكة على يسار الذاهب منها إلى مِنى، وبينه وبين مكة نحو 4.8 كيلو مترات، ويرتفع قرابة 634 مترا، ويسميه أهل مكة جبل النور، وفي أعلاه يقع غار حراء، وهو عبارة عن فجوة بابها نحو الشمال تسع نحو تسعة أشخاص جلوسا، وارتفاعه قامة متوسطة.
ومما يجدر التنبيه عليه، أنه لا يجوز قصد غار حراء للتعبد فيه، ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان يتعبد فيه قبل النبوة، أما بعدها فقد نصَّ أهل العلم على أنه من حين نبأه الله تعالى لم يَصْعد بعد ذلك إلى الغار أبدا، لا قبل الهجرة ولا بعدها، فدلَّ تركه ذلك على عدم مشروعية التعبد فيه أو قصد زيارته لفضيلةٍ أو تبَرُّك.