وصف أستاذ علم الاجتماع المساعد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور منصور بن عبدالرحمن بن عسكر الزواج الجماعي بأنه شكل من أشكال الزواج وهو كنظام اجتماعي عرفته مجتمعات عديدة مشيراً إلى أنه غالباً ما يحدث إما لعوامل اجتماعية أو ديموغرافية (سكانية) أو بيئية أو اقتصادية، وعَدَّ الزواج الجماعي صيغة يتم من خلالها تزويج أعداد من الشباب إلى عدد مماثل من الشابات وذلك بهدف تكوين أسر جديدة تسهم في نماء وتطور المجتمع.
وأن ظاهرة الزواج الجماعي من الأمور المستجدة في المجتمع السعودي ظهرت بناء على حاجة الشباب لمن يساعده ويقف معه في تيسير الزواج والذي يواجه بعض العقبات التي تقف عائقاً أمام زواجه، مثل غلاء المهور وتكاليف حفلة العرس ليلة الزواج وغلاء صالات الأفراح وما يترتب على ذلك من ولائم وحفلات تتواكب مع الزواج في المجتمع السعودي.
وبين الدكتور العسكر أن الزواج الجماعي يختلف من حيث القبول الاجتماعي من منطقة لأخرى في المجتمع السعودي, فبعض المناطق قبلته وأضحت تفخر به وتتنافس في إقامته, وبعض المناطق رفضته معتبرة أن الزواج للعريس في حد ذاته ليلة العمر، يريد أن يشعر بأنه سيد الموقف ليلة العرس، وكذلك الحال بالنسبة للزوجة فهي تعتبر نفسها في تلك الليلة هي نجمة الحفل، فمتى ما شاركها أحد في عرسها تضايقت وتنكد عرسها.
وأشار أستاذ علم الاجتماع أن مدينة الرياض شأنها شأن كل مدن المملكة رأت ما يقام في المدن الأخرى من المملكة الغالية من إقامة لحفلات العرس الجماعي، ورأت بعض فوائده، وتمشياً مع توجيهات الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض ورئيس جمعية البر الذي يعد مشروع ابن باز أحد مشاريع الجمعية، فيما يتعلق بتيسير أمور الزواج والاحتفاء بالعرسان في مدينة الرياض فقد حرص على إقامة هذا الزواج الجماعي ولكن بشكل مميز يتناسب مع رغبة سموه في أن يشمل أكبر قدر ممكن من الشباب كما يتماشى مع طموح العاملين في مشروع ابن باز، فنجد أن شروط الانضمام للزواج الجماعي قد شمل جميع الشباب الذين يتزوجون لأول مرة في منطقة الرياض بشكل كبير، كما نجد من ضمن شروط الانضمام للزواج الجماعي حضور دورة تأهيلية في العلاقات الزوجية تحت عنوان (البداية الرشيدة)، كما أنه رفع سقف الحد الأعلى لرواتب الشباب المنضمين للزواج الجماعي إلى أن يكون ستة آلاف ريال، وهذا أعطى فرصة أكبر لشريحة من الشباب للانضمام لهذا الزواج الجماعي إضافة إلى المميزات التي رصدها المشروع لمن ينضم لهذا الزواج الجماعي من مبالغ نقدية، وتجهيزات عينية وأثاث منزلي للشباب المقبل على الزواج، وقد بلغ عدد الشباب المتقدمين لهذا الزواج الجماعي قرابة الألف شاب، وتابع العسكر قائلاً: للزواج الجماعي في بعض المناطق فوائد عديدة منها: تخفيف تكاليف ليلة الفرح بالإضافة إلى ما يحصل من احتفاء على مستوى كبير للعرسان خصوصاً لمن أقاربه من خارج البلد أو بالمقابل لمن أقاربه قليلون, ويكون حضوره للزواج الجماعي يشعره بالاعتراف المجتمعي له وزيادة في تقديره, هذا بالإضافة إلى أن الزواج الجماعي يبعد صبغة الملل والسأم التي تكون في بعض حفلات الزواج بين المدعوين, وهذا بدوره سيسهم في التفكير في أن تشمل الاحتفالات في الزواجات الاجتماعية القادمة جميع فئات المجتمع من الوجهاء والأثرياء وعليّة القوم حتى تكون الزواجات الجماعية في المستقبل مناسبة يحتفي بها أمير المنطقة, وتكون كبرنامج اجتماعي يتضمن الإعداد لبناء الأسرة على أسس سليمة تشمل إقامة دورات تثقيفية في العلاقات الزوجية, كما تشمل إقامة البرامج الاجتماعية لمتابعة تكوين هذه الأسر فيما يسمى ببرامج الرعاية اللاحقة, كما نطمح أن يشمل هذا البرنامج الإسهام في توفير فرص العمل لهم وأن تكون هذه الأسر إنتاجية بدلا من أن تعتمد على الغير.
وفي منطقة القصيم قدمت الجمعية الخيرية للزواج والرعاية الأسرية العديد من المزايا للعريس المشارك بحفل الزواج الجماعي تبلغ (45) ألف ريال مابين مبالغ مادية وهدايا عينية وذلك كالتالي:
1- بطاقة تهنئة خاصة من أمير منطقة القصيم.
2- مساعدة نقدية للعريس تبلغ (20000 ريال).
3- أثاث منزلي مكون من (غرفة نوم؛ مكيفين؛ ثلاجة؛ غسالة؛ فرن).
4- إقامة لمدة ليلة في فندق أو تذكرتين لأداء العمرة.
5- هدية خاصة بالعروس (طقم ذهب بقيمة 3500 ريال).
6- سيارة خاصة لمدة يوم.
إضافة إلى هدايا متنوعة مقدمة من شركة الاتصالات السعودية.
وذكر أمين الجمعية الأستاذ محمد بن عبدالعزيز الفوزان أن الزواج الجماعي فكرة رائدة تسهم في علاج ظواهر اجتماعية متعددة, يحتاج المجتمع لفهم غاياته وأهدافه ومقاصده ليتحول إلى مشروع للجميع. فمن أهدافه:
1- إظهار سنة الأنبياء والتأكيد على اتباعها.
2- إظهار البهجة والسرور وتحبيب الإحصان إلى نفوس الشباب.
3- توجيه الشباب إلى الزواج وتكوين أسر مستقرة.
4- مساعدة الشباب المحتاج للزواج وتذليل العقبات المادية التي تعترض زواجهم.
5- الدعوة إلى تيسير الزواج وبيان سبل التيسير.
6- توعية الشباب وغرس المفاهيم التربوية والخلقية التي تسهم في بناء أسرة صالحة.
ـــــــــــــ
صحيفة الجزيرة، العدد 13076 ، 13084، بتصرف واختصار.