
إليكِ تحايا الحب والبِر والثنا
![]() حبيبة خيرِ المرسلين .. وأمّنا ![]() مبرأة من كل عيب .. وإنما
![]() عدوك من أزرى به الفُحش والخنا ![]() فداؤكِ منا الروح يا من بطهرها
![]() تنزّل وحي الله .. والعرض عرضنا ![]() ومن قبلنا عرض الرسول وأهله
![]() وكل أذى قد مسّه فهو مسّنا ![]() وكل افتراءِ فهو من صنع طغمةٍ
![]() لها المكر والإفسادُ قد بات ديدنا ![]() يدّسون في خير القرون سمومهم
![]() ومن دسّها يرجع بما دسّ مثخنا ![]() يريدون بالإسلام شر مكيدة
![]() وتشويه من شاد الحضارة وابتنى ![]() وكلِّ جهاد في حماهُ تحررت
![]() شعوبٌ وشاعت شٍرعة الحق في الدنى ![]() وعزّ على الطاغوت أن زال ملكه
![]() فأعماه حقدٌ صار بالحرب معلنا ![]() أعائشة الصدّيقة العفةُ التي
![]() هي الكوكب الدري يسطع بالسنا ![]() وريحانة الإسلام تنفح بالتقى
![]() مطيّبة الأعراق أصلا ومعدنا ![]() أبوك أحبُ الناس للمصطفى كما
![]() وحبُّكِ منهُ في الفؤادِ تمكنا ![]() ألستِ لهُ زوجاً بأمرِ من السَّما ؟
![]() تعالى إله العرش رباً مهيمنا ![]() قضى أنه للطيّبين مثيلهم
![]() من الطيباتِ المحصناتِ تيقُّنا ![]() وحسبكِ من زوج وداد ورحمةَ
![]() وأنكِ قد أحرزتِ في قربه المنى ![]() بلغتِ من المجد الذري فاسعدي به
![]() وما كان من حُسنٍ فقد كنتِ أحسنا ![]() أثيرةَ خير الخلق .. موضع سرّه
![]() وقلبك بالعلم النفيس قد اغتنى ![]() وبيتك مهد الوحي يأتيه دونما
![]() سواه فما هذا الخصوص؟ وما عنى؟ ![]() وهذا اختيار يلفت العقل والنهى
![]() إليه.. ويسترعي قلوباً وأعينا ![]() وعندكِ كانت للنبي وفاته
![]() وصدركِ عند النزع قد كان محضنا ![]() وريقكِ بالمسواكِ خالط ريقه
![]() فصار به المسواك كالقلب ليّنا ![]() وذلك فضل لا يضاهيه مثله
![]() ولا ما يدانيه من الفضل أو دنا ![]() فكيف تمادى بالأذيّة جاهل
![]() وويلٌ لمن سنّوا لطعنكِ ألسُنا ![]() وما طعنُهم إلا بأنفسهم.. أجل
![]() وإلا فمَن شاء البيان .. تبيّنا ![]() ومستمرئ الإيذاء للناس لم يذق
![]() أماناً.. ولن يلقى من الله مأمنا ![]() وتكذيبهم لله ماذا عقابه ؟
![]() وفيم ترى المفتون بالجهل أرعنا ؟! ![]() كلاب تعاوى في الجحيم وما لهم
![]() من الله إلا جاحم الناس مسكنا ![]() هو الإفك والبهتان.. باءوا بإثمه
![]() يظنون عند الله ذلك هينا ![]() ألستِ لهم أماً فأين وفاؤهم ؟!!
![]() ولستُ أرى في جمعهم قط مؤمنا ![]() حريَّ بمن يؤذيكِ وهو ملوث
![]() بأرجاسه في أن يذم ويلعنا ![]() وهذا أبوكِ الشهم يغلي بغيظه
![]() ولكنه ينصاع لله مذعنا ![]() فيعفو .. ويعطي من أساء استجابة
![]() لوحي أتى بالعفو والصفح مؤذنا ![]() وطوبى لعبد يكظم الغيظ.. قادراً
![]() على الثأر.. لكن قد تجاوز محسنا ![]() ويبقى حديث الإفك درساً وعبرة
![]() وآياته تتلى هنالك أو هنا ![]() وكلٌّ له منها حصائده التي
![]() جناها.. وقد خاب الشقي بما جنى ![]() |