شرف الله تعالى المدينة النبوية بأن جعلها موطنا للنبي صلى الله عليه وسلم، ودار هجرته، وفضلها وجعلها خير البقاع بعد مكة، فهي مأرز الإيمان، وملتقى المهاجرين والأنصار، ومتنزل جبريل الأمين على النبي صلى الله عليه وسلم، وقد وردت نصوص كثيرة في فضلها، وحرمتها، ومكانتها، إخبارا ودعاء، وترغيبا وترهيبا.
ومن هذه النصوص ما روى ابن أبي شيبة عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( المدينة كالكير تنفي خبثها وتنصع طيبها ).
الكير: هو الزق الذي ينفخ فيه الحداد على الحديد، وينصع أي يخلص
ولهذا الحديث سبب كما روى البخاري ومسلم عن جابر بن عبد الله: ( أن أعرابيا بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام، فأصاب الأعرابي وعك بالمدينة، فأتى الأعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! أقلني بيعتي، فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جاءه فقال: أقلني بيعتي، فأبى، ثم جاءه فقال: أقلني بيعتي، فأبى، فخرج الأعرابي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما المدينة كالكير تنفي خبثها وينصع طيبها ).
وتبقى المدينة حرسها الله تخرج الخبيث، وتنفي شرار الخلق عنها إلى قيام الساعة، وهذا ما أخبر عنه الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم بقوله: ( يأتي على الناس زمان يدعو الرجل ابن عمه وقريبه هلم إلى الرخاء هلم إلى الرخاء والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون والذى نفسى بيده لا يخرج منهم أحد رغبة عنها إلا أخلف الله فيها خيرا منه ألا إن المدينة كالكير تخرج الخبيث. لا تقوم الساعة حتى تنفى المدينة شرارها كما ينفى الكير خبث الحديد) رواه مسلم.
وتبقى المدينة حرسها الله تخرج الخبيث، وتنفي شرار الخلق عنها إلى قيام الساعة، وهذا ما أخبر عنه الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم بقوله: ( يأتي على الناس زمان يدعو الرجل ابن عمه وقريبه هلم إلى الرخاء هلم إلى الرخاء والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون والذى نفسى بيده لا يخرج منهم أحد رغبة عنها إلا أخلف الله فيها خيرا منه ألا إن المدينة كالكير تخرج الخبيث. لا تقوم الساعة حتى تنفى المدينة شرارها كما ينفى الكير خبث الحديد) رواه مسلم.
في هذا الحديث تشبيه حسن لأن الكير بشدة نفخه ينفي عن النار السخام والدخان والرماد حتى لا يبقى إلا الخالص منه، والمدينة كذلك تنفي شرار الناس عنها إلى يوم القيامة، وهذا خاص بمن خرج منها كارها لها، وراغبا في عدم الإقامة بها في وقته كحال الأعرابي، أو بعده، وأما من خرج منها لغير ذلك، كما فعل ذلك جماعة من خيار الصحابة وقطنوا غيرها وماتوا خارجًا عنها، لمقاصد صحيحة كنشر العلم وفتح بلاد الشرك والمرابطة في الثغور وجهاد الأعداء وهم مع ذلك على اعتقاد فضل المدينة وفضل سكناها، فهؤلاء لا ينطبق عليهم مثل هذه الأحاديث.
وإنما رفض النبي صلى الله عليه وسلم إقالة الأعرابي في سبب ورود الحديث، لأنه كان على الناس في ذلك الوقت إذا أسلموا أن ينتقلوا إلى المدينة إذ لم يكن للإسلام في ذلك الوقت دار غيرها، وكان بقاء من بقي في دار الكفر مسلما حراما عليه إذا قدر على الهجرة وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أنا بريء من كل مسلم مقيم في دار الشرك. قاله ابن عبد البر.
وبعيدا عن وجوب الإقامة بالمدينة في زمنه صلى الله عليه وسلم قبل الفتح، فإنه قد ورد الحث على سكناها، والرغبة في الإقامة بها، والصبر على لأوائها ، فعن أبي سعيد رضي الله عنه صلى الله عليه وسلم: ( لا يصبر أحد على لأوائها فيموت إلا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة إذا كان مسلما) رواه مسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يأتي على الناس زمان يدعو الرجل ابن عمه وقريبه: هلم إلى الرخاء! هلم إلى الرخاء! والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ) رواه مسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يأتي على الناس زمان يدعو الرجل ابن عمه وقريبه: هلم إلى الرخاء! هلم إلى الرخاء! والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ) رواه مسلم.
فالمدينة خير لهم، لأنها حرم الرسول صلى الله عليه وسلم وجواره، ومهبط الوحي، ومنزل البركات، ولو كانوا يعلمون ما في الإقامة بها من فوائد دينية وعوائد أخروية، ما فكروا في الخروج منها، ولا إيثار غيرها عليها، وهي محفوظة بحفظ الله، ينفي الله عنها الخبث، وشرار الخق منها إلى يوم القيامة.