الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كثرة الدعاء في السجود

كثرة الدعاء في السجود

من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، عبادة الدعاء، ففي الحديث ( الدعاء هو العبادة) رواه الترمذي وأبو داود، والدعاء هو سؤال الله تعالى خيري الدنيا والآخرة، ففيه معنى الحاجة والافتقار، والخضوع والتذلل، ومن لم يفعل فقد جلب لنفسه غضب الله تعالى كما في الحديث : عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( من لم يسأل الله غضب الله عليه ) رواه الترمذي، وهذا بخلاف البشر فإنك إن سألتهم غضبوا وضجروا، وها هو أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين يدعو عباده إلى أن يدعوه ويسألوه فيقول: ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون من عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ) (غافر: 60).

الله يغضب إن تركت سؤاله وبني آدم حين يسأل يغضب.

وللدعاء مواطن وأوقات يستجاب فيها الدعاء، يغفل عنها كثير من الناس جهلا بها، أو نسيانا، ومن هذه المواطن السجود، وهوأقرب ما يكون العبد من ربه، فترى الناس إذا سجدوا يستعجلون الرفع منه، فيفوتون على أنفسهم فضل هذا الموضع، وفرصة الاستجابة، ففي الحديث: ( ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعا أو ساجدا فأما الركوع فعظموا فيه الرب عز وجل وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم) رواه مسلم. قمن: أي حقيق وجدير
وفي رواية : ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء ) رواه مسلم ، ففي هذين الحديثين: استحباب تعظيم الله في الركوع ، وكثرة الدعاء في السجود، واستحباب كثرة الدعاء في السجود ، ولأنه من مواطن الإجابة.

والأمر بإكثار الدعاء في السجود يشمل الحث على تكثير الطلب لكل حاجة كما جاء في حديث أنس ( ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى شسع نعله ) رواه الترمذي، ويشمل التكرار للسؤال الواحد.

والاستجابة تشمل استجابة الداعي بإعطاء سؤله، واستجابة المثني بتعظيم ثوابه. - كما قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري-.

وإذا كان السجود بهذا المقام وهذه الخصوصية فحري بالمسلم أن يطيل السجود ولا ينقره نقر الديك، فيجمع بين التسبيح والثناء على الله، وبين الدعاء، فيكثر منه ويسأل ربه الكريم المنان، الذي لا يرد من سأله.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة