من الأمور المستحبة عند النوم، وتكاد تكون مهجورة عند كثير من الناس، النوم على طهارة، وهي قسمان، طهارة الظاهر التي تعرف بالوضوء، وطهارة الباطن بتحقيق التوبة، وهي آكد من الطهارة الظاهرة، فربما مات الإنسان وهو متلوثٌ بأوساخ الذنوب. فيتعين عليه التوبة بقلبه من كل غشٍّ وحقد ومكروه لكل مسلم، ويستحب للمسلم أن يحاسب نفسه قبل النوم عما بدر منه من أعمال، وأن يبادر إلى التوبة عن أي سيئات يكون قد ارتكبها.
ومما جاء في الحث على الوضوء قبل النوم وبيان فضله ما رواه ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من بات طاهرا بات في شعاره ملكٌ، فلم يستيقظ إلا قال الملك : اللهم اغفر لعبدك فلان ، فإنه بات طاهرا ) رواه ابن حبان وإسناده جيد.
والشعار :هو الثوب الذي يلي الجسد سمي بذلك لأنه يلي شعره .
وروى البخاري في صحيحه عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن وقل اللهم أسلمت وجهي إليك وفوضت أمري إليك..).
ومن خلال هذه الاحاديث يتبين أن للنوم على طهارة فوائد:
منها أن يبيت على طهارة لئلا يبغته الموت فيكون على هيئة كاملة.ومنها أن الملائكة تستغفر لمن بات طاهرا، ومنها أن يكون أصدق لرؤياه، وأبعد من تلاعب الشيطان به في منامه، وترويعه إياه، ومنها أن الأرواح تبعث على ما قُبِضت عليه كما ورد ذلك في أثر ابن عباس أنه قال: ( لا تبيتن إلا على وضوء ، فإن الأرواح تبعث على ما قبضت عليه) رواه عبد الرزاق في مصنفه، وقال الحافظ :رجاله ثقات إلا أبا يحيى القتات وهو صدوق فيه كلام.