الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رجل.. وقف عنده التاريخ

رجل.. وقف عنده التاريخ

 رجل.. وقف عنده التاريخ

لقد مر على الدنيا في عمرها الطويل ما لا يحصى عددا من الخلق وأصناف البشر، عاش فيها قادة وعظماء، وفاتحون ورؤساء، ومفكرون وعلماء، وزهاد وعباد وأثرياء.. فما وقف الدهر عند أحد كما وقف عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فهو الأوحد في هذه الحياة الذي أخذ بمجامع المحامد، وارتقى سلم العظمة إلى منتهاه، وبلغ من حسن الخلق مبلغا زاده حسنا ثناء الرب عليه {وإنك لعلى خلق عظيم}.

لقد كان مضرب المثل في كل شيء محمود، وفعل ممدوح، وكل خلق حسن جميل [إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتكسب المعدوم، وتعين على نوائب الدهر]. [ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده شيئا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله]، [خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي لشيء قط فعلته لم فعلت كذا؟ ولا لشيء لم أفعله لم لم تفعل كذا]، [كان يجلس على الأرض، ويخصف نعله، ويرقع ثوبه، ويكون في مهنة أهله]، [كان يجلس كما يجلس العبد، ويأكل كما يأكل العبد]، ويقول [لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله] صلى الله عليه وسلم.

لقد استولى حب محمد صلى الله عليه وسلم على القلوب، بما فيها قلوب أعدائه، حتى لم تستطع ألسنة المنصفين منهم إلا أن تنطق بالثناء عليه، وأن تنسج صفحات من الإعجاب مرصعة بالحلل واللآلئ، وموشحة ومطرزة بعاطر المكرمات.

الفضل ما شهدت به الأعداء
سلوا التاريخ، وسلوا كبار مفكري الغرب ماذا قالوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

قال "جوستاف لوبون" المؤرخ الفرنسي: "محمد (صلى الله عليه وسلم) أعظم رجل في التاريخ".
وقال "وول ديورانت" مؤلف موسوعة قصة الحضارات: "محمد (صلى الله عليه وسلم) أعظم عظماء التاريخ".

وقال الأديب الإنجليزي الشهير "برنارد شو": "إن العالم أحوج ما يكون إلى رجل في تفكير محمد (صلى الله عليه وسلم) حيث لو تولى أمر العالم اليوم لوفق في حل مشكلاتنا بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها".

وقال "لا مارتين" المفكر الفرنسي: "محمد (صلى الله عليه وسلم) هو النبي الفيلسوف الخطيب المشرع المحارب قاهر الأهواء". وتسائل "هل هناك من هو أعظم من النبي محمد؟".

وحتى الأديب الروسي "تولستوي" قال في حق شريعته: "شريعة محمد (صلى الله عليه وسلم) ستسود العالم لانسجامها مع العقل والحكمة".
وقال "جورج ويلز" الأديب البريطاني: "محمد (صلى الله عليه وسلم) أقوى من أقام دولة للعدل والتسامح".
واسمعوا إلى "غاندي" الزعيم الهندي وهو يقول: "محمد يملك بلا منازع قلوب ملايين البشر".

وأما مايكل هارت فقد ألف كتابه الكبير "العظماء مائة" أو "الخالدون مائة" ووضع على رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قبل المسيح عليه السلام وقبل نيوتن وغيرهما.. مع أن الكاتب نصراني.. ثم قال: "محمد الرجل الوحيد في التاريخ كله الذي نجح أعلى نجاح على المستوى الديني والدنيوي".

يقول صاجب كتاب "كأنك غريب":
"إن الذي يحار في تفسيره اللب أن ينسج المرء ديباجة ثناء في عدوه ويزينها بكل هذا الجمال.. لا يمكن أن تجد لهذا تفسيرا إلا أن لهذا الممدوح صدقا فوق طاقة القلوب إنكاره.

لقد ثنى التاريخ ركبتيه عند رسول الله صلوات الله وسلامه عليه ليعلمه النبي أخلاق السماء.

أعطني رجلا جحظت أعين التاريخ عناية به، واشتكت إليه مكارم الأخلاق فتممها، وانهزم بغضه أمام فيالق صدقه حتى قال عدوه: (والله إنه لصادق، وما كذب محمد قط).

حدثونا عن عظماء الدنيا وكبرائها.. أعطونا أرقام سيارات زعماء الصليب.. أرونا آنية وأوصاف ممتلكات حاخامات اليهود.
أشر بيدك إلى أماكن تنزههم، أخبرني عن شيء من خصائصهم ستخذلك المراجع.

أما رسول الله.. فستدهشك ضخامة الرفوف التي حدثتنا عنه، ونقلت لنا عدد شعرات الشيب في لحيته، وأخبرتنا أنه غمس الخبز في الخل..، وبدت نواجذه إسعادًا لعمر، ولمع في مفارق رأسه المسك، وقال عنه أبو هريرة رضي الله عنه: (كبر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، فسكت هنيهة).

أعطني رجلا حفظت الأجيال سكتاته، ونقل لنا التاريخ اسم رايته وناقته وبغلته وأسيافه، وأماكن حجراته، وفلوات غزواته، وطرائق أسفاره، وأسماء بنيه وبني بنيه، وأسماء أصحابه وأبناء أصحابه، وأشرقت شمس علم يجرَّح فيه الرجال ويُعدَّلون، ويقبلون ويردون، وتقام المناظرات لإثبات كلمة زادها راو دون راو هل ثبتت عن رسول الله أم لا.

لتفتح صحيح البخاري بعد عشرات مئات السنين فتعقد يمينك على مصحفك أن المحبر في هذا الكتاب الصحيح قد نطقت به شفتا رسول الله صلى الله عليه وسلم" (كانك غريب: 84 بتصرف يسير).

لم تعرف الدّنيـــا كحبِّ محمدٍ .. .. حُباً تجاوز في تساميه المدى
مَن لم يذُق في العُمر لذّةَ حُبهِ .. .. أنّى لــهُ يلـــقى لِحـبٍ مـــورِدا
يا ربّ أسعِــدنا برؤيةِ وجـههِ .. .. فالشــوقُ زادَ مع الحياةِ توقُّدا
صلّى عليكَ إِلهُنا ما أشـرَقتْ .. .. شمسٌ وما لبّى المُصلّون الندا

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة



الأكثر مشاهدة اليوم

خواطـر دعوية

فأما اليتيم فلا تقهر

إن مظلة العدالة في الإسلام تحمي الضعاف، وتحنو على الصغار وتحفظ حقوقهم وتنظم علاقاتهم فلا يستذل فيها ضعيف لضعفه،...المزيد