الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشاكل الأطفال بعد الفطام

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لديّ ابنتان، الأولى تبلغ من العمر سنةً ونصف، والثانية عمرها أربعة أشهر، لاحظتُ قبل نحو أسبوعين أن ابنتي الكبرى بدأت تمصّ شفَتها السفلى مع اللسان، علمًا أنني قد فطمتُها عن الرضاعة عند بلوغها عامَها الأول، وذلك بالتدرّج، من خلال تقليل عدد الرضعات تدريجيًا، ثم شَغلها باللعب وقت النوم حتى تنسى الرضاعة، فهل يُمكن أن تكون هذه العادة تقليدًا لأختها الصغيرة؟ أم أنها تُشير إلى مشكلة أخرى؟

حاولت إقناعها بالكلام، وأخبرتُها أن هذا التصرف لا يليق "بالبنات الحلوات الشاطرات"، وكلما نهيتُها برفق، توقفت قليلًا ثم سرعان ما تعود إليه مجددًا.

أفيدوني، جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذا الذي تقوم به الابنة من مص الشفة السفلى مع اللسان، هو تصرف سلوكي تقليد للرضاعة عند أختها الصغرى، وليس من الضروري أن يكون ذلك مؤشرًا على تشوفها للرضاعة، ومحاولتها للرجوع إليه، وإن كان هذا التفسير ربما يكون واردًا أيضًا، لأنها لا زالت متعلقة بالرضاعة، وهذه الابنة -حفظها الله- لا زالت صغيرة جدًا، ومثل هذه التصرفات والسلوكيات متوقعة، ويجب أن لا تكون شاغلًا لك، ونهيها بصورة لطيفة، أو شد انتباهها لسلوك آخر حين تبدأ في مص شفاهها، ربما يكون هو الطريقة الأفضل، كما أن التجاهل لمثل هذه السلوكيات قد يكون مفيدًا.

عمومًا: منهج التشجيع والتحفيز والترغيب هو المنهج الأفضل لتعديل السلوك عند الأطفال، وأنا لستُ منزعجًا لهذا التصرف، فالبنت لا زالت صغيرة، ويتوقع من الطفل في مثل هذا العمر أن تبدر منه تصرفات على هذه الشاكلة، فأرجو عدم الانزعاج لهذا الأمر، ولا شك أنك ملمة بكل الأمور التربوية الأخرى، لجعل الطفلة لا تغار من أختها، وذلك بأن نجعلها قريبة منها بقدر المستطاع، وأن تساعد في إدارة شؤون أختها البسيطة، وأن تعطى الفرصة للاستفادة من الألعاب ذات القيمة التعليمية، وإذا ظهر أي نوع من السلوك السلبي، يتم التعامل معه بالتجاهل، وشد وجذب انتباه الطفلة لسلوك آخر مضاد، وتحفيزه وتشجيعه.

ختامًا نشكرك كثيرًا على التواصل مع إسلام ويب، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً