السؤال
عندما فكرت في الزواج تحدثت إلى أمي راغباً في الزواج من فتاة محافظة ملتزمة تكون زوجة وأماً مثالية، وكنت لا أرغب في الزواج من أقاربي خوفاً من المشاكل العائلية والصحية (الصفات الوراثية)، فما كان من أمي إلا أن قدمت لي بنت خالتي وهي أكبر مني سناً بثلاث سنوات، علماً بأن عمري 29 سنة، فقلت: لا أرغب فيها، وقدمت لأمي عائلة أخرى لا تعرفهم، عائلة محترمة محافظة، فما كان من أمي إلا أن قالت: لا أعرفهم، ما أعرف إلا بنات خالتك وأنت حر، هنا بدأت أحتار في أمري: لا أريد أغضب أمي، علماً أن أبي حينئذ كان طريح الفراش وكان يرغب أن آخذ إحدى بنات خالتي، فماذا أفعل؟ وفكرت ملياً في الأمر وسألت أختي عن الفتاة فقالت: ما فيها عيب، لكن تحب النظافة كثيراً، وعصبية، وهذا شيء بسيط، علماً أنه لم تكن بيننا زيارات إلا في المناسبات، وعندما اشتد المرض بأبي قلت في نفسي: ربما بزواجي هذا تقوى العلاقات وربط لصلة الرحم، واستخرت الله ووافقت، فذهبت أمي ومعها أخي الكبير وتقدم في طلب يد الفتاة لي، ووافقت الفتاة بعد أن قدمت شروطها أنها تريد بيتاً مستقلاً لها وتمت الموافقة على طلبها، ولكن لم تتم الخطبة وقالوا: نتحدث عنها وعن أمور الزواج بعد شهرين، وخلال هذه المدة توفي أبي فحضر أهل خالتي وبدأ التقارب والترابط أقوى، ولكن ملاحظاتي على هذه الفتاة من تصرفات أخذت تقلب علي رفضي الأول، فتصرفاتها فيها نوع من التكبر الملاحظ، ومرت الأيام وأمي في عدة الوافاة، فتأتي أم الفتاة وأخواتها لزيارة الأهل إلا أنها لا تأتي، وتحتج أنها كانت معزومة ومرة راحت السوق، أعذار واهية! وحينئذ قلت: لا أرغب في هذه الفتاة، حتى أختي التي كانت تمدح في الفتاة تغيرت نظرتها وقالت: لا تناسب أخي. ورأيت أمي كأنها غير موافقة لرأيي ولكنها محتارة.
علماً بأن أخا الفتاة كان إنساناً عظيماً يفوق الوصف، فقد خفف المصاب عنا، فمشكلتي تكمن بأن أخاها قد جاءني بعد ذهاب أمي وأخي لخطبة أخته، وقال: هل ترغب في أختي زوجة لك؟ قلت: نعم. فكيف أعود وأقول له: لا أرغب في أختك؟! فتكون حساسية وتفرقه بين العائلتيين، فدلني على الطريق الصحيح والمخرج السوي لهذه المشكلة، فأنا لا أرغب في الفتاة، أم أتزوجها درءاً للمشاكل والإحراجات، علماً أنني في حالة نفسية صعبة جداً، أصابني القلق والأرق، ودائماً أتنازل عن أبسط حقوقي لتفادي أي مشكلة حتى لقبني أكثر من واحد بحمّال الأسية، فهل أتحمل هذه المرة؟ أكرر أنني لا أرغب في هذه الفتاة لا من عيب فيها ولكن نفسيتي غير مرتاحة، فما هو الحل لهذه المشكلة المحيرة؟
وجزاكم الله خيراً، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.