السؤال
حضرة المستشارين! أنا شاب عمري 21 سنة، أعاني منذ الصغر من الخوف من الناس (خاصة الذكور) الذين هم في فئتي العمرية، لا أذكر يوماً -في حياتي- أني تعاركت فيه مع ولد أو شاب إلا وهزمت، وبفارق كبير، علماً بأنني لا أؤذي أحداً، ولا أتحرش بأحد مطلقاً.
ولقد أصبحت معروفاً بالجبن لدى كل من يعرفني؛ وهذا ما يجعلني أموت في اليوم الواحد مائة مرة، وأفكر بالانتحار! بالله عليكم، ما هو السبب في هذا الخوف والجبن، وكيف السبيل إلى العلاج؟!
أريد أن أعرف: هل ضرْبُ والدي لي بشكل مستمر أثناء الطفولة أسس لي الخوف؟! أم أن قلة التقوى في قلب الإنسان هي التي تجعله يخاف من الآخرين?! لقد قرأت حديثاً قدسياً مفاده: (من خاف مني أخفت كل شيء منه، ومن لم يخف مني أخفته من كل شيء)، فهل هذا الحديث القدسي ينطبق علي?
أخاف أن يأتي اليوم الذي أكون فيه متزوجاً، ولدي أولاد، وأكون في موقف شجار يتطلب شجاعة، فأهان أمام زوجتي وأولادي وأضرب، فإني أعلم أن المرأة لا تشعر بالأمن مع رجل جبان، وأن أكثر صفة تكرهها المرأة في الرجل هي الجبن.
أشيروا علي ماذا أفعل تجاه الخوف؟ هل أذهب إلى طبيب نفسي؟ وهل هناك أدوية خاصة بالجبن؟ فإن كان هناك أدوية خاصة بالجبن؛ فاذكروها لي- لو سمحتم- بالإنجليزية؛ لأنني أعيش في تركيا، ويجب أن ألفظ اسم الدواء بشكل صحيح للصيدلاني؛ كي يعرف ما أقصده.
أريد أن أعرف: العلاج من الخوف في مثل حالتي كم يستغرق من الوقت؟ لا أريد أن أبقى مكتوف اليدين تجاه الخوف؛ كي لا يأتي اليوم الذي يضربني فيه صبيان شارعنا أمام أهلي؛ فيحتقرني أهلي وجيراني إلى الأبد، ويقولون عني: خايف وجبان!
أنا جبان، رغم أنني عصبي جداً؛ وهذا ما يدهشني بشدة، إنني أكره الخوف كرهاً شديداً جداً، لكني لا أستطيع أن أهزمه إلا بنسبة عشرين بالمائة لا أكثر! أحاول أن أدحر الخوف باستمرار وأقاومه باستمرار، لكن دون جدوى، فما الحل المثالي -برأي حضرتكم- لحالتي المحزنة؛ والتي تجعلني مكتئباً عشر ساعات يومياً؟!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.