السلام عليكم ورحمة الله.

لقد وجدت في السوق صابونة للتخسيس واسمها آركاسي، وعلى ما يبدو يمكن أن تكون فعالة لأنها مصنوعة من أعشاب، لا أدري! المهم قبل أن أستعملها أردت أن أستشيركم، فهل يوجد فعلاً صابون يمكن أن يذيب الشحوم خصوصاً في منطقة البطن؟ وهل النوع الذي ذكرت فعال أم لا؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خ - ب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بدايةً، نأسف للتأخير، والذي كان سببه التداول في الجواب؛ لأنه قابلٌ للمناقشة كما سيأتي أدناه، هذا مع افتراض أن الصابونة فعلاً موجودة، وفعلاً تخفف الوزن، وفعلاً استعمالها سليم مأمون، وهذا الافتراض هو ما نحتاج إلى دليل عليه.

هناك قواعد رئيسية وأساسية صحية، يجب أن تكون موجودة عند اتخاذ القرار لتخفيف الوزن، فليس المهم تخفيف الوزن، ولكن المهم هو اللياقة، واللياقة هي القدرة على التحمل والإنجاز، وهي تشمل كافة الأجهزة في الجسم من القلب والرئة والجهاز الدوراني المحيطي، والجهاز العضلي، والجهاز العظمي، وغيره مما يشارك في قوة الجسم، ولا أظن أن صابونة مهما كان اسمها ستخفف الوزن، وتحول صاحبها من خامل إلى لائق، فكم من سيء تغذية قليل الوزن ضعيف البنيان، فهل نغبطه ونقول: ما أسعده إنه ليس بديناً؛ لأن وزنه قليل؟!

إن قواعد تخفيف الوزن هي: الحمية (أي النظام الغذائي) والحركة (أي الجهد الرياضي أو غير الرياضي الذي يؤدي لتخفيف الوزن، واستهلاك الحريرات في الجسم) وهما مفتاح الصحة والنجاة من العديد من الأمراض، فلو أننا حصلنا على جهاز يربطه النائم على عضلاته وينام، ويصحو في الصباح، ليرى عضلاته كبيرة، هل نقول: إنه رياضي لائق قوي!

إن القاعدة أن المعدة بيت الداء، والحمية بيت الدواء، وهذه القاعدة تنطبق على الكثير من الأمراض والتي من بينها البدانة.

قوة الإرادة وتنظيم البرنامج اليومي الحياتي هو الذي يرفع الصحة ويخفض الوزن، فمثلاً مستحضر (اكسينيكال) المشهور في تخفيف الوزن لا يُفيد، مع أنه طبيٌ غير تجاري، إلا إذا ترافق باتباع القواعد الصحية العامة، وأما الجراحة واستئصال كتل الدهن الكبيرة من الجسم، فإنه لا يُلجأ إليها إلا إذا كان المريض جاداً في تخفيف وزنه وطريقته في الحياة.

رياضي أراد الفوز ببطولة، فاستأجر بطلاً كفؤاً للفوز(أي آخر ذو كفاءة) للفوز، وفاز البطل باسم من استأجره، هل يُعتبر ذلك فوزا ؟ وكذلك الأمر بالنسبة لاستئجار صابونة نستأجرها أو نشتريها فتقوم بتخفيف وزننا بدلاً منا نحن أنفسنا، فماذا نكون قد جنينا؟

ورد في كتاب اللياقة للقوات الجوية الملكية الكندية، وهو كتاب تنتجه دولة كندا للياقة أفراد قواتها، ورد فيه: (ليس المهم من الرياضة إنقاص الوزن، ولكن المهم هو تحويل الكتلة الشحمية العاطلة المحمولة إلى كتلة عضلية فاعلة حاملة، ويلاحظ التناظر في التبدل من الشحم إلى العضل، ومن العاطل الذي لا يعمل إلى الفاعل، ومن المحمول العالة إلى القوي الذي يحمل غيره) فهل الصابونة تفعل ذلك؟

هناك بعض الأجهزة التي تُعيد توزيع الشحم أو الدهن (ايبيديرموليزيز) فيبدو الإنسان أكثر نحولة ورشاقة دون أن يتغير وزنه، فلربما كانت هذه الصابونة أو تلك تعمل بنفس الطريقة ولكن بشكل أضعف.

وختاماً: أترك القرار لكم في الاختيار، فهذا رأيي، والرأي غير مُلزم .

وبالله التوفيق.