خالتي لها من العمر ثمانون عاماً، تشاهد أشياء غير موجودة، مثل: (رأيت ناساً دخلوا إلى الدار)، فهل هذه الرؤية من الشيطان؟

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ توفيق أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهذه الحالة يا أخي ليست من الشيطان، إنما هي هلاوس نظرية، هذه تعرف بالهلاوس النظرية، وهي تحدث أحياناً عند كبار السن، وتكون في كثير من الحالات مصحوبة بهلاوس سمعية أيضاً، أي أن الإنسان يسمع أصواتاً أو يخاطب أناساً غير موجودين، وهي كثيراً وفي بعض الحالات تكون مصحوبة ببعض الشك أو الظنان، أو أن الإنسان يشك ويظن ويسيء التأويل، وهذه الحالات تعرف بالحالة البارونية، أو يسميها البعض الاضطهادات البارونية الظنانية.

وسبحان الله! فقد رأيت بعض المرضى من الذين ذهب عنهم البصر من الكفيفين، وبالرغم من ذلك تأتيهم هذه الوساوس النظرية، أي يقول لك الإنسان أنه يشاهد كذا وكذا، ويستغرب الناس أنه أعمى فكيف يقول أنه رأى؟ وهي بالطبع رؤية عقلية وليست على مستوى العين، لأنها مرضية في الأصل.

في بعض الحالات تكون هذه الهلاوس السمعية والنظرية مرتبطة مع بدايات العته والخرف أو ضعف الذاكرة، كما هو معروف لدى الناس.

إذا كانت الحالة بسيطة وليست مزعجة يمكن أن يتم تجاهلها، ومن أهم الأشياء أن تطمئن هذه الوالدة ولا تدخلوا معها في نوع من الجدال، بمعنى أن تقولوا لها: لا يوجد أحد، طمئنوها فقط بصورة بسيطة، مثل إن شاء الله لا يوجد أحد دخل الدار وأنت إن شاء الله بخير، ولكن لا تصروا ولا تلحوا بشدة؛ لأن ذلك يثبت هذه الهلاوس بصورة أكبر، وربما يؤدي أيضاً إلى ظهور أفكار ظنانية.

إذا كانت الحالة شديدة هنالك بعض الأدوية العلاجية، هنالك دواء يعرف باسم هالوبريادول، يمكن أن تعطى منه هذه الوالدة جرعة صغيرة جداً، حبة نصف ملج صباحاً ومساء لمدة ثلاثة أشهر، هذا إن شاء الله من الأدوية الجيدة، وإن شاء الله تزيل هذه الحالة.

هنالك علاج بديل وهو يعرف باسم ريزبريادون، وجرعته هي 1 ملج ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى 2 ملج ليلاً، ومدة العلاج هي 6 أشهر، هذا أيضاً من الأدوية الفعالة والممتازة والجيدة، ولكنه ربما يكون أكثر تكلفة من الناحية المادية إذا ما قورن بالهالوبريادول.

إذن: أؤكد لك أن هذه هي حالة طبية، وهي ليست من الشيطان، وقطعاً الرؤى ليست من الشيطان، إنما هي من الرحمن، والأحلام هي التي تكون أحياناً من الشيطان.

نسأل الله الشفاء لهذه الوالدة، وجزاك الله خيراً.

وبالله التوفيق.