الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعلقت بفتاة ولكن رفضتني لاختلاف بلداننا، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أنا شاب مغترب ببلد خليجي، وأعمل هناك في مجال هندسة الحاسوب، في أحد الأيام، رأيت فتاة في أحد المراكز الصحية وأُعجبت بها، فبدأت أعود إلى المركز بين الحين والآخر لرؤيتها، حتى عزمت على التقدُّم لها.

كنت أعلم أن هذه الفتاة غير متزوجة، لذا بادرتها بالسؤال: "هل أنتِ متزوجة؟"، فشعرت بالحرج وأجابت بأنها مرتبطة.

وبما أنني كنت على يقين بأنها غير مرتبطة، أرسلت إحدى قريباتي للتحدث معها في موضوع الزواج، وقد حصلت قريبتي على رقم هاتف والدها.

وفي اليوم التالي، تحدثتُ مع والد الفتاة، وبالفعل تم اللقاء بيني وبينه، وأخبرته برغبتي في الارتباط بابنته، فقال لي: يجب أن نأخذ رأي الفتاة، وجدير بالذكر أن عائلة الفتاة مغتربة أيضًا، لكنهم من بلد آخر بعيدًا عن بلدي.

وبعد ثلاثة أيام من الانتظار للحصول على رد من والد الفتاة، وخلال هذه الفترة قمت بأداء صلاة الاستخارة عدة مرات، أخبرني والدها أن الفتاة تفضل الارتباط بشاب من أبناء بلدها، لكن يراودني شعور قوي بأن الفتاة كانت موافقة، وأن هذا الرد يعكس رأي والدها.

وبصراحة -يا أستاذي الفاضل-، لقد تعلّقت بهذه الفتاة، وما زلت حتى الآن أُصلّي صلاة الاستخارة بشأن هذا الأمر، وأدعو الله في الوقت نفسه أن تكون من نصيبي.

أرجو منكم النصيحة والإرشاد، وألتمس منكم الصبر علينا، بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ... حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإننا ندعوك لإرسال قريبتك للفتاة لمعرفة رأيها الشخصي، فإذا تبين لكم أنها راغبة فيك، ولكن ما وصلكم هو رأي أهلها، فلا مانع عند ذلك من تكرار المحاولات، وإدخال الوساطات، وطلب مساعدة أهل العلم والفضل والمكرمات، ولكن إذا تأكدت من أن الفتاة أيضًا متخوفة من الزواج من غير جنسيتها، ورافضة للفكرة، فاتركها وابحث عن غيرها، والنساء كثيرات والصالحات –ولله الحمد– موجودات.

وأرجو أن تستفيد من التجربة، وتهتم بمسألة غض البصر، ولا تتمادَ في العلاقة أو في إمعان النظر، إلا إذا تيقنت من القبول، ووضعت العلاقة في إطار يقبله الله، ويوافق هدى الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فإن التعلق بفتاة مع عدم إمكانية الوصول إليها والارتباط بها؛ يجلب السهر والذهول.

ولا شك أن النساء أعرف بالنساء، وأن قريبتك تستطيع أن تعرف منها الكثير، وعندها يمكن أن تتواصل معنا لنشاركك الرأي، وقد يحتاج الأمر معرفة الأسباب الحقيقة لرفض والدها، فربما كان السب أنك جئت بنفسك؛ لأن الناس في هذه الأحوال يحتاجون إلى الاطمئنان، فلو أنك جئت برجل من أهل العلم المعروفين، أو بزملاء لك من أهل بلد الفتاة، لربما كان رأيهم مختلفًا. وربما كان السبب في الرفض هو شدة حبهم لبنتهم، وعدم رغبتهم في ذهابها إلى بلاد بعيدة، وفي هذه الحالة يحتاجون إلى سماع ما يطمئنهم من حرصك على استمرار التواصل مع أسرة الفتاة؛ لأنهم أخوال لأبنائك، وربما كان السبب ...وربما ...!

وهذه وصيتي لك: بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً