السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:
شيخي الفاضل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد أن أستشيركم في قضية مهمة بالنسبة لي، وهي أنني تعرفت على فتاة موظفة معي في نفس المركز الذي أعمل فيه، وهي ذات أدب ودين، وحصل انسجام بيننا وتآلف روحي من خلال التعارف بيننا من خلال العمل بالطرق الشرعية والتعارف، وأعجبت بأخلاقها وأدبها وأنها من بيت -إن شاء الله- بيت علم وأدب ودين، والفتاة عمرها (37) سنة، وأنا عمري (24) سنة، ولكن -سبحان الله- فارق السن غير موجود، والذي حصل الانسجام الروحي والفكري والتوافق في الأهداف، -وإن شاء الله- نكون بيتاً مسلماً على دين الله -عز وجل- ونهج النبي -صلى الله عليه وسلم- إن شاء الله، والفتاه تقدم لها خلال حياتها أناس كثيرون، وهي تبحث عن رجل صاحب دين وخلق.
والحمد لله وجدت فيها صفات الزوجة الصالحة -إن شاء الله-، وهي وجدت فيَّ صفات الزوج الصالح -إن شاء الله-، وعرضت عليها الموضوع لكنها كانت مترددة بسبب فارق السن، لكن أنا أقنعتها أن الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج أمنا خديجة وكانت عمرها 40 سنة وهو ابن 25 سنة، ولا حرج في ذلك، وواقع الحياة العملية مليء بهذه القصص، وأهم شيء أننا قررنا أن يكون زواجنا -إن شاء الله- تجارة مع الله -عز وجل- نريد بها بيتاً إسلامياً على الدين والإيمان والأدب، وحقيقة هي فرصة لا تعوض بالنسبة لي، وأريد الزواج منها، وحالة الحب الفطري موجودة بيننا -إن شاء الله-.
وقد زرتها في البيت لأتعرف على أهلها ووجدت البيت نظيفاً سلوكياً وأخلاقياً، والحرص على الدين والصلاة والحمد لله، وأهلها موافقون وعندما تعرفوا علي أعجبوا بشخصيتي، وطبعاً قبل هذا وذاك التوكل على الله -عز وجل- والدعاء بأن ييسر أمر زواجنا والاستخارة، -والحمد لله- أنا وهي قد استخرنا ربنا أكثر من مرة ووجدنا -إن شاء الله- انشراح الصدر وعدم الخوف من أي عواقب، والتي يخوفوننا الناس منها موضوع الأولاد والخلفة وما شابه؛ لأننا إن شاء الله متوكلين عليه، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، والذي زادنا إصراراً حديث أورده الإمام ابن كثير في تفسير آيات كظم الغيظ في سورة آل عمران عن الرسول صلى الله علية وسلم: (من تزوج لله كساه الله تاج الملك)، فبزواجي من هذه الفتاة أريد أن أنال هذه الجائزة إن شاء الله يوم القيامة، وهدفنا أن نأخذ بيدي بعضنا البعض لنفوز في الدنيا والآخرة -إن شاء الله-، مصداقاً لقول الرسول عليه الصلاة والسلام أن يرزق العبد لساناً ذاكراً وقلباً شاكراً وزوجة تعينه على أمور الآخرة، أو كما قال -عليه الصلاة والسلام-.
ولقد قمت بالاستشارة لأصحاب الفضيلة والاختصاص والسادة العلماء ولقد شجعوني على هذه الفكرة، وكنت أطلب منهم المشورة والنصيحة، وكان كلامهم طيباً وهو أن أجد طريقة مناسبة لإقناع أهلي بهذا الكلام، وطبعاً فتحت الموضوع مع أهلي وهم يرفضون الفتاة للأسباب التالية:
1- فرق السن.
2- الاستهزاء بكلامي وقولي تجارة مع الله.
3- ماذا يقول الناس عنا؟
4- إنها أدنى مني شهادة علمية، كوني أنا حاصل على بكالورويس وهي دبلوم، وهي أسباب ليست قوية ومقنعة شرعياً، وهم الآن غاضبون مني.
وأنا متوكل على الله وأدعوه أن ييسر الأمور ويبارك لنا في مشروعنا أنا وتلك الفتاة التي اخترتها أن نكون إن شاء الله زوجين صالحين، ولقد كانت اقتراحات العديد من علماء السعودية والشام والأردن أن أدخل رجلاً من أقاربنا أو معارفنا على أهلي، ففعلت ولكن الرجل الآخر عندما اقتنع بكلامي ومشاعري انقلب السحر على الساحر، وأصبح يحتج بأمور الدنيا ونفس كلام أهلي، ولا أخفيك أن الهم والغم بي وبها وصل حده، لكن ما لنا سوى الله والدعاء والصبر إن شاء الله وأهلي يشنون علي حرباً وكلاماً واستهزاءً، فأرجو من حضرتكم التكرم علينا بتقديم المشورة والعمل والنصح، وإنني فعلاً عندما وجدت هذه الفتاة كأنني وجدت كنزاً، ومنذ البداية كنت أعرف أن أهلي سوف يعارضون، لكن كوني عقدت تجارة مع ربي فانني متوكل عليه، ومن يتوكل على الله فهو حسبه، لذا أرجو التكرم بتقديم يد المساعدة والنصح والاستشارة، وبارك الله فيكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.