الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل شعوري بعدم الراحة بمن تقدم لخطبتي يُعد قطعاً للنصيب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أود الاستفسار بشأن موضوع النصيب، سمعت أنه إذا رفضت فتاة شخصًا تقدم لها لأنها لم تشعر بالراحة، فإن هذا قد يقطع نصيبها.

منذ فترة، قابلت شخصًا مناسبًا لي، لكنني لم أتصرف بالشكل الصحيح، والآن أشعر بندم شديد، وقد تبت إلى الله عن ذلك.

سؤالي هو: هل من الممكن أن أكون قد قطعت نصيبي بسبب تصرفي؟ وهل لدينا دور في تحديد نصيبنا؟ الكثير من الأشخاص من حولي ينصحونني قائلين: "إذا وجدت الشخص المناسب، فلا تترددي في التحدث معه، فقد يكون نصيبك". بمعنى آخر: ألا يجب علينا أن نكون منفتحين على الفرص ولا نقطع نصيبنا بأنفسنا؟ فما معنى النصيب؟ وهل لنا دور في تحديده؟

أشكركم جزيل الشكر على مساعدتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ... حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -أيتها الأخت الكريمة- في موقعك استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك، وتسكن إليه نفسك.

ونحن نطمئنك -أيتها الكريمة- بأن كل شيء قد قدره الله تعالى قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، فلا تقلقي ولا تحزني إذا فاتك شيء، فإنه إنما فاتك لأن الله تعالى لم يقدره لك، ولو كان سبحانه قد قدره لك فلن يفوتك، وحتى لو حصل منك تقصير، فإن هذا التقصير قد كان بقضاء الله تعالى أيضًا، فلو كان سبحانه يريد حصول ذلك الشيء لجنبك بطريقة ما ذلك التقصير، وفي هذا المعنى يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كل شيء بقدر، حتى العجز والكيس)، يعني ذكاء الذكي وقدرته على تحقيق أمرٍ ما هو أيضًا بقدر الله، كما أن من عجز لأي سبب عن تحقيق أمرٍ ما فإن عجزه أيضًا بقدر الله.

وإذا عرفت هذا -أيتها الأخت- ذهب عنك الهم والغم، ففوضي أمرك إلى الله واسأليه أن يدبر لك الخير، ولكن هذا لا يعني أن تتركي العمل بما تقدرين عليه من الأسباب، بل المطلوب منك أن تعلمي ما تقدرين عليه من الأسباب المباحة، أي الجابرة شرعًا ثم ترضين بعد ذلك بما يقدره الله، فالاعتماد على الله تعالى والرضا بقضائه لا ينافي الأخذ بالسبب، وقد أمر الله تعالى مريم عليها السلام أن تهز جذع النخلة مع أنها تعيش حالة الولادة ولا يمكن أن تهز النخلة، لكن أراد سبحانه أن يعلم الناس ضرورة الأخذ بالأسباب، لكن الأسباب التي أمرنا الله بالأخذ بها هي الأسباب المباحة، فلا يجوز الأخذ بالأسباب المحرمة؛ لأن رزق الله تعالى وفضله لا يناله الإنسان بمعصية الله تعالى، بل المعصية سبب من أسباب قطع الرزق والحرمان منه، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن العبد ليحرم الزرق بالذنب يصيبه).

فنحن نوصيك بتقوى الله تعالى، وتقوية الصلة به بأنواع الطاعات، والإكثار من الاستغفار، ودعاء الله تعالى أن يقدر لك الخير، وسترين -إن شاء الله- أثر ذلك سعادة تملأ كل حياتك، فإذا تقدم لك من ترضين دينه وخلقه، فاقبلي به بعد استخارة الله تعالى ومشاورة المخلوقين، واحذري كل الحذر إقامة أي علاقة مع شخص أجنبي عنك قبل أن يعقد عليك عقد النكاح، ولو كانت تلك العلاقة بقصد الزواج؛ فإن هذه مع كونها محرمة وتوقعك في سخط الله عليك فإنها كذلك من الحيل الخبيثة التي يستعملها الخبثاء لاستدراج النساء والفتيات، فاحرصي بارك الله فيك على إرضاء ربك وحفظ نفسك، نسأل الله أن يوفقك وأن يسدد خطاك.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً