الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابنتي لا تهدأ، فهل الأمر طبيعي أم يحتاج إلى تقييم طبي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ابنتي تبلغ من العمر سنتين وتسعة أشهر، وأعاني من فرط حركتها، فهي لا تهدأ، ولاحظت أن معظم ألعابها تعتمد على الركض والكلام بصوت عالٍ، وحتى عندما نذهب إلى السوق، تنطلق راكضة بمجرد نزولها من السيارة، مما يضطرني غالبًا إلى إجلاسها في العربة رغمًا عنها، خوفًا من أن تضيع أو تقطع الشارع دون انتباه.

عندما أقارنها بالأطفال الآخرين، أجدها أكثر حركة ونشاطًا منهم، مع أنني أراها أكثر ذكاء -ولله الحمد-، ولكن حركتها الزائدة تزعجني وتخيفني عليها كثيرًا، حتى أنني أقلق عندما أُرسلها إلى الروضة، أو عندما تخرج مع والدها إلى أي مكان.

علمًا أن غذاءها سليم، والذكاء موجود -بفضل الله-، لكنني أفكر: هل هناك سبب لهذه الحركة الزائدة؟ وهل من علاج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هناك حالة تصيب بعض الأطفال تُعرف بفرط الحركة، وتشتّت الانتباه، وضعف التركيز، وتتميز بثلاثة أعراض رئيسية: زيادة الحركة، ضعف التركيز، والاندفاع أو الانفعال الزائد، وقد تظهر هذه الأعراض الثلاثة مجتمعة لدى الطفل، أو يظهر واحد أو اثنان منها فقط، وهي تُعد من المؤشرات التشخيصية، لما يُعرف بداء فرط الحركة وتشتّت الانتباه، وتتفاوت شدة هذه الحالة من طفل إلى آخر، والمهم في التشخيص هو كون الطفل كثير الحركة في جميع البيئات، ولا يهدأ له بال، حتى وإن حاولت لفت انتباهه بشيء محبب للأطفال، فقد لا يبدي اهتمامًا.

هذه هي الصورة الإكلينيكية للحالة المرضية، أما إذا كانت الحركة الزائدة خفيفة إلى متوسطة، فغالبًا ما تكون طبيعية لدى بعض الأطفال، فالطفل قد يندفع ويجري بدافع حب الاستكشاف، إذ يعتقد أنه سيحصل على المزيد من المعلومات عند اقترابه من الأشياء، كما أن الطفل في هذا العمر، رغم ما يتمتع به من ذكاء، يخلط كثيرًا بين الواقع والخيال.

من وجهة نظري: هذه الحالة -إن شاء الله- لن تكون معضلة أبدًا في المستقبل، فربما تكون مجرد زيادة في الحركة والاندفاع لدى الطفل، وهذه تعالج بأن نلفت نظر الطفل لأشياء محببة إليه، وفي نفس الوقت نعطي الطفل الفرصة لأن يجري ويلعب في ساحة المنزل، إذا كانت هنالك إمكانية، أو نجعل الطفل يمرح ويلعب في المتنزهات، متى ما كان ذلك ممكنًا، هذه هي الطريقة المعقولة، ويعرف أن معظم هؤلاء الأطفال سوف تقل حركتهم بمرور الأيام -إن شاء الله-.

إذا كانت زيادة الحركة أكثر شدة، وأصبحت مزعجة، وفي جميع الأحوال وفي جميع الظروف، ففي مثل هذه الحالة لا بد أن يُذهب بالطفل إلى أخصائي الأطفال المختص في الطب النفسي، وبعد فحص الحالة، سوف توضع برامج سلوكية معينة، وهناك أدوية مثبطة للحركة تعطى للأطفال، ولكن لها ضوابطها، فهي تعطى بجرعات معينة، وفي أعمار معينة.

نسأل الله أن يحفظها، وأن يجعلها قرة عين لكما، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً