السؤال
السلام عليكم..
أمي تُعاني من آلام في قدمها، وقد راجعت الطبيب، فوجد أن هناك مسمار عظم في راحة قدمها، لكن علاجه لم يجد نفعاً.
دلونا بارك الله فيكم على العلاج المناسب.
السلام عليكم..
أمي تُعاني من آلام في قدمها، وقد راجعت الطبيب، فوجد أن هناك مسمار عظم في راحة قدمها، لكن علاجه لم يجد نفعاً.
دلونا بارك الله فيكم على العلاج المناسب.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لم تذكر -أخي إبراهيم- مكان ألم القدم الذي تشكو منه والدتك؛ لأن آلام القدم متنوعة، وتختلف أسبابها من مكان في القدم إلى مكانٍ آخر، فإن كان ما تشكو منه هو ألماً في الكعب، خاصةً عند الصباح عندما تستيقظ وتضع رجلها على الأرض، ثم يتحسن الألم مع المشي، فإن ما تشكو منه والدتك هو ما يسمى التهاب الرباط الأخمصي (Plantar fascia) وهو الرباط الذي يربط كعب القدم، والتهاب هذا الرباط من أهم أسباب آلام الكعب الذي قد يتحول مع استمرار المشكلة من غير علاج إلى تكون نتوءات عظمية في الكعب، والتي تسمى مسمار الرجل، فهذه الشوكة ليست هي السبب، وإنما هي ناجمة عن التهاب في الرباط، ثم يحصل تكلس وبروز مكان الالتهاب.
وهناك أسباب كثيرة لالتهاب الرباط الأخمصي أو اللفافة الأخمصية، وأهم هذه الأسباب:
1- الوقوف لفترات طويلة، والحركة الدائمة، والمشي الكثير، أو الزيادة المفاجئة في المشي، أو القيام بممارسة أنشطة رياضية.
2- البدانة وزيادة الوزن السريعة أيضاً من العوامل التي تساهم في آلام الكعب الحادة.
3- أمراض المفاصل التي يمكن أن تسبب عدم انتظام المشي أو المشي بطريقة غير طبيعية.
4- قصر أو قلة مرونة عضلات الساق الخلفية.
5- زيادة تسطح - تفلطح – القدم، أو ضعف الهيكل المثبت لقوس القدم الطبيعي.
6- استعمال الأحذية غير المريحة وعالية الكعب التي لا تحتوي على دعامة لقوس القدم أو وسادة للكعب، وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن (85%) من آلام القدم سببها الاستخدام السيئ للأحذية، أو الأحذية غير المريحة، أي أن يكون الحذاء قاسياً وواسعاً عند الكعب عند الناس الذين يتطلب عملهم الوقوف أو المشي الطويل.
وتكون الأعراض بشكل آلام في منطقة الكعب مع الخطوات الأولى في الصباح التي، قد تتحسن خلال اليوم لكنها تعود من جديد، وتكون أكثر لدى النساء، وقد تستمر المشكلة إلى ستة أشهر مع العلاج، وقد تتحول إلى حالة مزمنة يصعب علاجها.
أما العلاج فيحتاج لبعض التفصيل:
1- التقليل من الوقوف الطويل إلى حدٍّ كبير.
2- تخفيف الوزن فهو من العوامل الرئيسية في حل المشكلة على المدى البعيد، والتقليل من فرصة تكرارها.
3- إراحة القدم من المشي الطويل والوقوف الطويل؛ حتى يخف الضغط على الكعب، وتقليل الحركة والأنشطة حتى يختفي الالتهاب.
4- انتعال الحذاء المناسب، واستخدام الأحذية المريحة والمزودة بدعامة لقوس القدم ووسادة للكعب لتخفيف الضغط، والأنسب استخدام الأحذية الطبية الملائمة؛ فإن لذلك دوراً كبيراً في تخفيف ألم باطن القدم، لذا يجب أن يتم اختيار الحذاء بكل عناية.
5- عدم المشي حافيةً في البيت، وإنما لبس المشاية من الإسفنج، ووضع وسادات أسفنجية كبطانة للحذاء، والتلبيسات الطبية اللينة داخل الأحذية Heel cup مثل القطع المطاطية في الحذاء (كعب مطاط) Shock-absorbing soles والتي تدعى أحياناً: Viscoheel؛ ويوجد منها جاهز بالصيدليات لهذا الخصوص، وتسمى مخدة الكعب Rubber heel pad. فإنّ ذلك يُساعد على امتصاص الصدمات عند المشي ويحمي المنطقة الملتهبة من الضغوط الشديدة.
6- التدليك بالماء، بغمس القدمين ليلاً بالتناوب بين الماء البارد والماء الساخن لعدة مرات، أي تُغمس القدم في الماء البارد لمدة خمس دقائق، ثم يعقبها الماء الساخن لمدة خمس دقائق أخرى، مع تكرار هذه الخطوات عدة مرات.
7- عمل مساج (تدليك) باستعمال الإبهامين بحركة شبه دائرية على باطن القدم ابتداءً من مقدمة القدم إلى الكعب قبل النهوض من السرير.
8- في الحالة الحادة يمكن وضع قطع ثلج تحت الكعب، أو استعمال كمادات الثلج بعد نزع الحذاء ووضع القدم عليها لمدة عشر دقائق مرتين أو ثلاث في اليوم.
9- يلزم استخدام الأدوية المضادة لالتهابات العظام والمفاصل، مثل الفولتارين، أو بروكسين، أو موبيك إن لم يوجد مانع لاستخدامها، ويستمر المريض بالأدوية حتى يخف الألم تماماً.
10- جلسات العلاج الطبيعي التي تُساعد على تقليل شدة الالتهاب.
11- هناك تمارين خاصة يمكن للمريض أن يقوم بها، وهي تُساعد على تخفيف الألم، وعمل تمرينات إطالة Stretching لعضلات الساق وأوتار القدم.
12- بعد المرحلة الأولى من العلاج سيكون الألم أخف في باطن القدم نتيجة تحسن الالتهابات، وعندئذ يمكن البدء ببعض التمارين، ويمكن القيام بهذه التمارين ثلاث مرات باليوم، ومن المستحسن الاستمرار عليها كبرنامج يومي حتى بعد التحسن لتمنع حدوثها مرةً أخرى وهي كالتالي:
- قفي أمام الحائط مع وضع القدم المصابة في الخلف، ثم توجيه أصابع القدم مباشرة باتجاه الحائط، وإبقاء كعب القدم ملامساً للأرض، والكاحل - رسغ القدم - في المنتصف والركبة ممدودة.
- ميل الجسم للأمام باتجاه الحائط وسيشعر المريض بشد في أعلى عضلات الساق الخلفية.
- الاستمرار في وضع الشد لمدة عشرين ثانية، وتكرار ذلك ثلاث مرات، والقيام بالتمرين ثلاث مرات يومياً.
وفي بعض الحالات التي لا تستجيب للعلاج فإنه يتم إعطاء حقنة كورتيزون موضعي، وفي بعض الحالات التي لا تستجيب للعلاج بكل ما تقدم فإنه يلجأ للتدخل الجراحي وهذا نادر.
والله الموفق.