السؤال
السلام عليكم..
ما هي أفضل العلاجات العملية للتخلص من مشكلة النوم المفرط وصعوبة الاستيقاظ؟ فلم أجد في الإنترنت ما ينفع كثيراً في هذا الموضوع، وما هو مرض (الناركوليسيا) وما علاجه؟
السلام عليكم..
ما هي أفضل العلاجات العملية للتخلص من مشكلة النوم المفرط وصعوبة الاستيقاظ؟ فلم أجد في الإنترنت ما ينفع كثيراً في هذا الموضوع، وما هو مرض (الناركوليسيا) وما علاجه؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمن الضروري أولاً أن يُحدد نوع هذا النوم المفرط، وصعوبة الاستيقاظ وما هي أسبابه، فهنالك بعض أنواع النوم العميق والشديد والمفرط وله أسباب، وفي بعض الحالات قد لا تكون هنالك أسباب، فقد يكون السبب عضوياً، فمثلاً يعرف أن ضعف إفراز الغدة الدرقية قد يؤدي إلى زيادة في النوم، ويعرف أيضاً أن بعض الأورام الدماغية النادرة ربما تؤدي إلى زيادة في النوم، إذن لابد أن يُحدد السبب.
بالنسبة للحالات النفسية هنالك أيضاً أنواع من الاكتئاب النفسي وإن كانت نادرة، ولكن تتميز بكثرة النوم وربما صعوبة الاستيقاظ وكذلك الشعور بالكسل وافتقاد الطاقات النفسية الجسدية.
بعض الناس لديهم صعوبة في الاستيقاظ وعمق في النوم نسبة لأسباب وراثية، أو نسبة اضطراب الساعة البيولوجية لديهم، وذلك حيث إنهم يعملون في نظام الورديات، أو ظروفهم لا تسمح بالنوم الليلي الصحي.
اضطراب النوم المفرط يعالج بعلاج السبب، فإذا كان هنالك سبب فلابد أن يُزال، وإذا كان هنالك اضطراب في الغدة الدرقية فلابد أن يعالج، وإذا كان هنالك اكتئاب لابد أن يعالج.
ثانياً: يمكن أن تحسن الصحة النومية بصفة عامة من خلال تجنب النوم في أثناء النهار، ممارسة الرياضة، وأن يثبت الإنسان وقت النوم الليلي، يكون في ساعة ثابتة، وأن يكون حريصاً على أذكار النوم.
كما أن تناول الميقظات مثل القهوة التي تحتوي على تركيز عالٍ من الكافيين، هذا أيضاً يساعد في التقليل من النوم المفرط وصعوبة الاستيقاظ.
بالنسبة لبعض الحالات – أي حالات النوم المفرط – ربما يحتاج الطبيب لاستعمال بعض الأدوية الميقظة، ولكن هذه أدوية تخصصية، لابد أن تكون تحت إشراف الطبيب المختص، ولها ضوابط صرف معروفة.
بالنسبة لعلة (الناركلبسي) أو ما يعرف بالنوم الانتيابي، هو نوع من أنواع النوم السريع والذي لا يُقاوم ويحدث دون أي توقعات، وتجد أن نشاط الإنسان يتجدد بشكل ملحوظ بعد هذا النوم، وبعض الحالات نشاهد الإنسان مثلاً ينام وهو جالس مع الآخرين، أو بعضهم ينام وهو متوقف في الإشارة الضوئية، وهذا النوع من النوع الانتيابي له عدة أنواع وأشكال، فقد يحدث مع هذه النوبة القصيرة فقدان مفاجئ لقدرة العضلات، وهذا غالباً يكون مرتبطاً بانفعالات شديدة أو ربما يرتبط هذا النوع من النوم المفاجئ بحركة العين السريعة تكون أطول وأكثر، وربما تصاحب هذه الحالة أيضاً هلاوس الدخول في النوم والتي تعرف بالهلاوس الكاذبة أو هلاوس الخروج من النوم، وهي أيضاً من الهلاوس الكاذبة، أو ربما يتخلل نوبات (الناركلبسي) شلل في النوم عند بدايات أو نهايات النوم.
هذه هي الروابط الأساسية لهذه الحالة، وأسبابها لا تُعرف، ولكن يُلاحظ أنها توجد لدى بعض الأسر، إذن العامل الوراثي قد يلعب دوراً فيها، وغالباً تبدأ بعد سن المراهقة، ولا تبدأ بعد سن الأربعين.
أما بالنسبة لعلاجها فهنالك عدة طرق تساعد في علاج هذه الحالة، منها على الإنسان أن يحاول أن يأخذ نوبات من النوم الصحي بصورة أفضل، وفي بعض الدول يُسمح لهؤلاء الناس الذين يعانون من (الناركلبسي) بالذهاب والجلوس في غرفة خاصة وأخذ قسط من النوم ما بين عشرة دقائق إلى خمسة عشرة دقيقة، هذا يُسمح به في بعض الأماكن، لكن بالطبع هذه الطريقة ليست عملية.
تستعمل الآن الأدوية التي تقلل من هذا النوع من النوم، ومعظم هذه الأدوية تنتمي إلى مجموعة (الأنفتامينات) وهي أدوية ميقظة، وهنالك أيضاً أنواع من الأدوية المضادة للاكتئاب، مثل (التفرانيل) و(الأنفرانيل)، تساعد في تقليل هذه الحالة، كما أن التمارين الرياضية أيضاً تقلل منها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكر لك تواصلك مع إسلام ويب.