السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم جزيل الشكر على مجهوداتكم، وأسأل الله أن يبارك فيكم ويجزيكم الله كل الخير.
كنت منذ سنة من الشباب الطائش، لم يكن لي هدف في هذه الحياة، كنت كمعظم بنات هذا العصر تربطني علاقة "حب" بشاب، كنت لا أصلي إلا نادرا تحت ضغط والدتي، كنت أهوى الاستماع إلى الموسيقى، أتشاجر بعض الأحيان مع والديّ، أهملت دراستي وانحدر مستواي بعد أن كنت من المتميزات، ولم تكن من معصية إلا وفعلتها ولا حول ولا قوة إلا بالله، لكن مع كل هذا كنت بين الحين والحين تنتابني حالات من القلق والبكاء الشديد وضيق لا يوصف، فكنت أتذكر قول الله تعالى:"فمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ" كنت مع كل ما أنا فيه من المعاصي أتذكر خالقي وأتمنى لو أتغير لكن النفس الأمارة بالسوء.
الحمد لله منذ رمضان الذي مضى بدأت في إصلاح نفسي واتخذت خطوات عملية لا زلت ملتزمة بها إلى الآن أصبحت أحافظ على الصلاة، رغم ما ينقصني من خشوع، ورغم أن ذلك كان صعبا في البداية، لم أعد أستمع إلى الموسيقى رغم أنها كانت هويتي المفضلة، واستبدلتها بالقرآن، كما أصلحت من حجاب الموضة الذي كنت ألبسه، وإن كان لا يزال يحتاج إلى إصلاح، وأصلحت علاقتي بوالديّ، أحمد الله وأشكره على هدايته لي.
لكن مشكلتي التي لم أجد لها حلا هي صحبتي والمحيط الذي أعيش فيه لم أستطع أن أنصح صديقاتي بالبعد عن العلاقات المحرمة بعد أن كنت لهن مثالا، ولم أستطع أن أنهاهن عن الاستماع إلى مزامير الشيطان، ولا أن أوضح لهن قيمة الحجاب.
أشعر بالإحباط والعجز حين أراهن على معصية، أخاف عليهن من عذاب الآخرة، لكن ما مضى يمنعني من نصحهن.
أيضا أنا لم أجد حولي ولو أختا صالحة تشجعني على المضي قدما في إصلاح نفسي وطاعة ربي، فالمحيط الذي أعيش فيه مع الأسف لا صلاح فيه البتة، بل ولم أجد من تشجعني على لبس حجاب يرضي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، أحسن وأستر من الذي ألبسه بل ونظرا لأننا في بلادي لا توجد سوى مدارس مختلطة فإني أضطر إلى مصافحة زملائي رغم أنني أحاول أن أجتنبهم، وأبتعد عنهم قدر الإمكان.
أعلم أن لا عذر لي في ذلك، وأن طاعة الله أولى وأحق، لكن أتمنى بصدق أن أغير محيطي حتى أبدأ حياة جديدة خالية من المعاصي، لكن ليس بمقدور عائلتي أن تبدل المكان.
عذرا على الإطالة لكنني والله وجدت فيكم ضالتي المنشودة التي أبحث عنها، وجدت من يرشدني إلى الصلاح ويشجعني على إصلاح نفسي.
أرجو منكم أن تدلوني على حلول أصلح بها نفسي وكيفية تعاملي مع من حولي.
جزاكم الله الفردوس الأعلى وفرج همومكم والله الموفق والمستعان.