السؤال
تحية طيبة، أما بعد:
لي صديق حبيب [أعز صديق على قلبي]، تعرفنا في هذه الأيام من السنة الماضية، وكان هو من بدأ بالعلاقة، أحبني حينها حبا عظيما، لقد أحسست بذلك الحب، ولكني تجاهلته لأنني لم أقدّر مكانتي عنده.
كان يعتبرني أحد ثلاثة أصدقاء في حياته،، لم يكن حبه لي عابرا، ولكني لجهلي بذلك لم أعِرهُ اهتماما حتى انتهت الإجازة الصيفية، وأذقته خلالها عذابا نفسيا شديدا.
حين عدنا للدراسة صعُبَ عليّ خطئي في حقه، فصارحته باعتذاري وفاءً لمشاعره، من باب حفظ خلق الوفاء الذي علمناه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولم أكن بادلته مشاعره بعد، [هذا في شهر 9 أو 10 تقريبا، بداية الدراسة في العام الجديد].
بعد إساءتي إليه طوال الشهور التي مضت تلك سامحني وقال: "انظر ماذا تريد، فإن كنت تريدني فأنا أمامك صديقك كما كنت بل وأكثر".
حينها سمحت لقلبي أن يحبه، فعشنا في محبتنا هذه حتى عهد قريب [وما كانت إلا ابتغاء أن نجتمع في الفردوس الأعلى، لم تكن لمصلحة ما، وإلا لكنت أحببته من أول الأمر].
وقر في قلبي حبه بشدة ،، وكنت أرى أنه نعمة عظيمة أنعم الله بها عليّ، فهو من بلدي، ومخلص لي، يتحمل سوء خلقي، يملأ جانب روحي الناقص، ومعي في الكلية، وغيرها، الخ فالوصف يعجز.
أستاذي: قبل أكثر من شهرين، نزغ الشيطان بيننا، وحدث بيننا موقف أثّر عليه تأثيرا كبيرا، جرح كرامته [على حد تعبيره، وكان له طابع أخلاقي، وإنما هو خطأ تبنا إلى الله منه].
بعدها هُدٍم الصرح الذي كان لي في قلبه، لم يعد يجد في نفسه تجاهي أي مشاعر، ما زال مصدوما، لم يعد يحرك قلبه أي مشاعر، ولا أشواق، ولا شيء، يقول أنه فقد كرامته وكذا وكذا.
حدثت مع أخي نفسه مشاكل مشابهة من قبل فكان يحزن حزنا عظيما، ويقطع صاحب المشكلة فورا، كان يقطعهم ويكرههم.
بالنسبة لي لم يقطعني بعد [وإن شاء الله لن يفعل]، ولكنه ماطل معي خلال الشهرين رغبة منه أن يرجع قبله كما كان، حاول المستحيل حتى ينسى مشكلته وهمّه، لكنه لم يستطع.
فكان آخر العلاج في رأيه أن ننقطع خلال هذه الإجازة إلى أجل غير مسمًى [نقاهةً]، ثم إذا تقابلنا في الكلية فالله وحده يعلم ما سيكون، يقول أننا "-إن شاء الله- سنتحدث ثانية" ولكن هل سنعود إخوة وأحبة كما كنا من قبل، هل سترجع القلوب كما كانت، هل ستعود المياه إلى مجاريها؟
إنه لا يعلم عن هذا شيئا الآن، ولا يهمه شيء من هذا الآن، أهم ما يفكر فيه أن يبقى وحيدا معزولا عني خاصة، وعن العالم عامة، انتهى.
أريد أن أعلم كيف أتعامل معه الآن، أريد أن يطمئن قلبي لرجوع حبيبي؟
لو تعلم يا أستاذ مقدار الجرح الذي أعانيه الآن، إن هذا أعظم بلاء وقعت فيه [الله يجعلها أشد المصايب، ويفرجها قريبا]، ولم أبك على شيء بعد بلوغي الحلم إلا عليه، بل بكيت كثيرا خلال الشهرين، ولا أزال، ماذا عليّ أن أفعل حتى يصطلح الأمر؟
أخشى إن صبرت أن يموت إحساسي فأظلمه ثانية إذا حاول أن يرجع إليّ في حين أنني من المفترض أن أكون متميزا أمامه حتى يعجب بي كما فعل أول الأمر، ولكن لا أظن أنني سأستطيع أن أقف معه أو أحدثه أو حتى أنظر إليه إذا مرّت هذه الإجازة هكذا، أرى أن قلبي سينكسر، وأخشى أن أعجز عن تجبيره، ثم إذا رجع صديقي أعجز عن استقباله فيضيع مني إلى الأبد، أفيدوني وخففوا عني وأرشدوني.
هذا باختصار، وإن أحببتم الاستفسار عن أي شيء فإني مستعد -إن شاء الله-.
آسف للإطالة.
جزاكم الله خيرا.