السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فأود أن أشكركم على الجهود التي تبذلونها لمساعدة إخوانكم المسلمين, وخصوصا الشباب منهم, وأسال الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتكم.
أنا طالب في الجامعة, وعمري 21 سنة, ومشكلتي هي أني أعاني من شيء من الخجل النفسي, وهذا الأمر يزعجني كثيرا -رغم علمي أنه ناجم عن تصور خاطئ للأمور- كما يمنعني من ممارسة حياتي اليومية, بل أحيانا يمنعني من المشي, لا أتمكن من المشي على طبيعتي, وأتكلف الأمر, وأسند الأمر إلى عقلي الواعي, كما يكون هذا الخجل أحيانا مصحوبا برهبة وقلق شبه مزمن عندما أكون وحدي أمشي في الشارع.
ومن علامات هذا القلق تقطيب الحاجبين, ففي كثير من الأحيان بمجرد الخروج من البيت أقطب حاجبيّ, حتى يظن أصدقائي أنني غاضب, وحقيقة الأمر ليست كذلك, حيث إني أحاول جاهدا بسط وجهي, والمشي على طبيعتي، إلا أني لا أستطيع, وبمجرد الدخول إلى البيت أو مكان ءألفه تعود الأمور إلى طبيعتها, بما في ذلك وجهي, وحاجباي, وأشد ما يزعجني هو ما يحدث لي في المواقف التي تتطلب مني المواجهة أو حين حدوث مشادة بيني وبين أحد من الناس, والذي يتمثل في ازدياد مفرط لإفراز اللعاب حتى أمضي وقتي كاملا في بلعه, مما يصعب عليّ إخفاء القلق, إضافة إلى ذلك الازدياد الكبير لضربات القلب, والرهبة, بل وأحيانا الرجفة, ففي إحدى المرات اندفعت لإبداء رأيي أمام جمع من الطلبة في اجتماع أقمناه, فلما صعدت المنصة ندمت على اللحظة التي دخلت فيها القاعة, حيث شعرت بإفراز كبير للعاب, وازدياد رهيب في ضربات القلب, ورجفة, ورهبة, بل صدقني يا دكتور أني شعرت أن الناس يرون اهتزاز صدري, من ضربات قلبي السريعة, والقوية جدا, وبصعوبة تمكنت من تمالك نفسي, والكلام.
وما أزعجني وأحزنني أن بعض أقراني قاموا وتكلموا وأبدوا آراءهم بكل انبساط, من دون خوف أو تغير نبرة صوت أو ما شابهه, ومن أشد الأعراض التي تزعجني أن هذا القلق والخجل يحجب مني الغضب في مواقف تتطلب الصرامة والغضب, فقد يحاول أحدهم السخرية مني, والحط من قدري, فعندما أقرر الرد عليه, وأعلم أنه يجب علي خوض مواجهة لاسترداد حقي تأتيني تلك الرهبة وتلك الأعراض المزعجة التي ذكرتها آنفا من: لعاب, ورجفة, وازدياد في ضربات القلب, فأنشغل بالرهبة عن الغضب فلا أرد عليه كما يجب, بل أتلعثم فيستغل ذلك الشخص الموقف لصالحه, وعندما يزول الموقف, ويذهب الشخص, وأهدأ يأتيني الغضب متأخرا, وأسترجع شريط الأحداث, وأشعر بغضب, وغيظ, وندم شديد, لأني لم أدافع عن كرامتي كرجل كما يجب, ومن الأعراض التي أشعر بها الرهبة إذا أردت مقابلة طبيب, ومكالمة أستاذ, أو مدير, أو شيخ, بل وأحيانا عند مقابلة شخص عادي, وأحيانا أضطرب حين التكلم في الهاتف, كما تأتيني الرهبة إذا أردت الذهاب إلى مكان عام لقضاء بعض المصالح, وفي الأعياد أشعر بها إذا أردت زيارة أقربائي, مما يجعلني أظهر شخصية ضعيفة, خجولة, غير شخصيتي المنبسطة, التي تكون مع أصدقائي المقربين, والناس الذين أرتاح لهم, هذه باختصار الأعراض التي أعاني منها.
ولعلمك فأنا أحاول تدريب نفسي بتقويتها بالعلاج السلوكي الذي قرأت عنه والمفيد لمثل حالتي, وهو المواجهة, وأرجوك يا دكتور إذا كان من الضروري أن تصف لي دواء فأرجو أن يكون متوفرا عندنا في الجزائر, وألا يكون متنوعا, أي عدة علب أو عدة أدوية أو باهظ الثمن, وألا يكون له أثر انسحابي, حتى إذا توقفت عنه عادت الأعراض, وما طرحت استفساري هنا إلا لثقتي فيكم.
أعتذر عن الإطالة, وبارك الله فيكم, وجزاكم خيراً.