السؤال
لقد غضب مني والدي، واتهمني في شرفي، وسبني بألفاظ سيئة عندما تقدم لخطبتي شخص تعرفت به من خلال عملي، ولكن والدي رفضه بشده لأنه مطلق ولديه طفل يعيش معه، كما أنه وجده شخصاً ذا شخصية قوية ومعتزاً بذاته، فحذرني إذا تمسكت برأي وأصريت على هذه الزيجة أنه لن يمنعني، وسيتركني أفعل ما أريد، ولكن لا أعود إلى بيته مرة أخرى.
أخشي أن يكون إصراري على موقفي به عقوق لوالدي، فأنا أحبه بشدة وأحترمه، وأعلم أن موقفه هذا بسبب حبه الجم لي، ولكني بلغت الـ 32 من عمري، وأريد أن أستقر بحياتي الخاصة، كما هو شأن جميع أخواتي، فأنا ابنته المدللة والمميزة لديه منذ صغري، أحاول أن أكلمه في مواضيع بعيده تماماً عن الزواج الآن، ولكن لم أعد أستطيع الحديث معه، وأشعر بالظلم والتجريح من ناحيته والتعسف في استخدامه لسلطانه الأبوي، وهو على دراية تامة بأني ابنته البارة له ولن أخرج عن طوعه.
ولكني الآن وصلت لمرحلة لا أستطيع أن أتكلم معه تماماً في أي موضوع سوى أن أقبل يده وجبهته صباحاً، وأجلس صامتة أمامه لفترة ثم أذهب إلى غرفتي، وإذا خرجت من المنزل استأذنه وأعلمه أين أذهب، ولكن لا أستطيع مشاركته أطراف الحديث، والوضع أصبح مزعجاً لي، وخصوصاً عندما يأتي إخوتي وزوجاتهم وأزواجهم فأجلس أنا وحيدة ويتناولون هم جميعاً أطراف الأحاديث، وأظل أنا مشاهدة وصامتة وحزينة.
أخشي أن أكون بذلك عاقة لوالدي، وأخشى غضب الله عليّ، وأخشى أن يتوفاه الله وهو غاضب عني، فهل أترك تمسكي بالزواج بهذا الشخص لأرضيه وأتزوج من يختارونه هم لي وأنا كارهة؟ أم أصبر وأستمر في دعائي له بالهداية والرضا علي؟
أفيدوني أفادكم الله.