السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم على الموقع الرائع، وجزاكم الله خيرا على ما تقدمونه وتبذلونه.
أنا طالبة بفرع الفيزياء الإشعاعية، وقد أكملت المرحلة الأولى فيه، وأنا في الدراسات العليا الآن، والحمد لله على كل حال.
المشكلة أنني كنت أرغب بشدة بدراسة الطب، ولم يؤهلني معدلي لذلك، ودخلت لدراسة الفيزياء، وكنت متحفزة في البداية إذ كنت أقول: إن المهم هو أن يتفوق الشخص في المجال الذي هو فيه، وكان عامي الأول رائعا، وكنت من الأوائل، أما عامي الثاني فحسن، والثالث كان سيئا، وقد من الله علي بأن نجحت، ولم أرسب، وبالتأكيد كنت في ذيل قائمة الناجحين، وهذا ما آلمني.
قررت هذا العام أن أفتح صفحة جديدة في حياتي الدراسية وقررت أن أتفوق مرة أخرى إن شاء الله، ولكنني أخاف أن أفقد هذه الهمة؛ لأنني لا أرى لي حافزا.
الحقيقة أنا أحب الفيزياء، ولكن تعثري في المراحل السابقة يؤرقني، وأقول في نفسي أني لن أكون متمكنة منها حقا وكما أريد، وفي الوقت الذي تحاصرني فيه هذه الأفكار، أعود إلى سؤال أخافه كثيرا، هل هذا حقا ما أريده؟ هل حقا أريد أن أدرس الفيزياء؟ ثم أعود إلى رغبتي الأولى، وأحاول التخطيط للوصول إليها ثم أجد جدار السن يقف أمامي لأني أصلا أدرس لأكون أما ناجحة، وأقوم بوظيفتي التي خلقني الله لها، أما أن أبقى أتتبع الدراسة التي تتعارض مع واجب الأمومة فلا.
وأقول أحيانا أني أجهل ما أريد أصلا، وليست مسألة طب أو فيزياء لأني ربما اعتدت افتعال جو تنافسي في داخلي والذهاب دوما إلى ما يعتقد أنه الشيء الأصعب، لذلك درست في الثانوية الرياضيات رغم أني لم أكن أحبها، ولكن عدم تفوقي فيها جرني إلى دراستها لأنتزع هذا الخوف الذي في داخلي منها، وكذلك الفيزياء كانت المادة التي أخذت أدني علامة فيها، وأردت أن أتفوق فيها وأنا أفسر حالتي بأني لما لم أنل ما أريده ظل هذا يحسسني بعدم الأمان الداخلي أو النفسي، فأظل دائما أفكر فيه لذلك لا أعتقد أني أريد شيئا.
أظن أني أريد أن أتفوق وحسب، ولا يهم أين، وأحاول دوما إبعاد هذه الأفكار عني، وأقول أني أستطيع التغلب عليها وأستطيع أن أتفوق لأني والحمد لله أملك سمعا وبصرا وقلبا فكيف لا أتفوق.
الآن أريد أن أصب كل رغبتي وطاقتي وحبي كذلك للفيزياء، ولست أدري كيف، الحمد لله أني لا أفتقد الثقة بنفسي، ولكن ما أخافه أن أفقد الحافز الذي يدفعني للدراسة، فهل أجد عند سادتنا الكرام جوابا؟