السؤال
تربيت في بيئة إسلامية محافظة -ولله الحمد- وعندي ميول دينية، فمنذ سن مبكرة جداً كنت طالبة متفوقة مشهود لي بالذكاء والأدب، وفي السادسة عشرة من عمري أصبت بنوبات قلق، وخوف، وذعر، وتفكير في الموت، وشعور أن موتي وشيك، وبدأت الوساوس تصارعني على ما لا يمكنني التفريط فيه كالعبادات، كان تفكيري دائماً ينحو منحى الحسد، فأكتفي بالرقية، رغم أني في يوم ما طرقت باب طبيب الأمراض الباطنية وأنا لا أعي ما بي، ولكنني قلت له أشعر أني في حلم رغم أني مستيقظة.
كان والداي يرجحان أمر إصابتي بالتهاب الأذن الوسطى، لكن الطبيب علم أن الأمر يتعلق بالصحة النفسية، فأعطاني السيروكسات، وتحسنت عليه كثيراً، ومن ثم استمرت رحلتي مع صراع الوسواس، أعاني بصمت ولا أنطق إلا قليلاً، متمسكة بالرقية وتثقيف نفسي دينياً ونفسياً، وقد قطعت شوطاً عظيماً، رغم عودة الوسواس بحدة منذ ما يقارب السنتين, وأظن ذلك لمروري بظروف عائلية صعبة, كفقد الوالد لعمله, وتدهور حالتنا المادية، فلجأت إلى طبيب الباطنية نفسه، وأخذت السيروكسات لمدة شهر بعد انقطاع 6 سنوات.
اليوم لا يوجد بي بقية باقية بسبب الوسواس, مرهقة جداً، ولكني أقاومها وأشعر بالنصر الذي حققته، ولكني أطمح للأفضل، رغم أني لا أحبذ تناول الأدوية النفسية؛ كي لا أصاب بالخمول، أو بأي أعراض جانبية، ولا أريد أن أثير المشكلة وأتعب أهلي وأقلقهم.
رغم ذلك فإني أطمع في نصيحتكم بعد السرد المطول لقصتي، وأحب أن أذكر أني قد حصلت على بكالوريس دراسات إسلامية منذ سنتين، وأعمل في بنك إسلامي في قسم معالجة الديون، وأُعد إنسانة ناجحة -ولله الحمد-.