السؤال
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
أنا حالياً عروس جديدة أبلغ من العمر 24 سنة، وأريد أن أعالج ترسبات في شخصيتي ناتجة عن طفولة وماضي مرير, لقد تعرضت للتحرش الجنسي منذ أن كان عمري 6 سنوات ومن قريب للعائلة كان مقيم معنا, واستمر هذا التحرش إلى أن بلغت 10 سنوات, كنت طفلة لا أعي ماذا يحدث لي، كان يهددني بالقتل إذا أخبرت أحداً ما ويغريني بالحلويات، وكف أذاه عني عندما تزوج واستقل خارج منزلنا مع زوجته, وعندما بلغت الـ 14 بدأ والدي بالشرب والسكر وحاول التحرش بي مرتين, صدقاً أحسست أن الخطأ فيني وأني ولدت لكي أكون أداه للراحة لأي أحد وتفريغ لشهوات الجميع.
بدأت معي العادة السرية من هذا السن عن طريق اندفاع الماء، واستمرت معي للآن, والذي زادني بؤساً أني ارتبكت جرماً بحق نفسي في بداية مرحلتي الدراسية للثانوية، كنت أبلغ الـ 16 سنة، فقد تعرفت عن طريق رفيقتي على شاب كنت أرجو الحصول على حب وحنان وأمان, فغرني بكلامه المعسول وخرجت معه, اغتصبني هو واثنان من أصدقاءه، هنا بدأت حياتي بالتدهور والانهيار وانجرفت، ولكن – الحمد لله - الذي هداني للطريق القويم, كنت أخفي آلامي وجروحي ومصائبي عن الكل.
والدتي ذو شخصية قوية وجداً قاسية، كانت دائماً هي ووالدي يشعرونني بالدونية وأني لن أفعل لنفسي شيء، وأنه كل شيء في خاطئ، وجميع الفتيات ومن ضمنهم أخواتي أفضل مني مع أني أكبرهم, وأخواني وأخواتي كلهم مشغول بحياته ولم يكن هناك أحد يحترمني مع أني أكبر أخواتي وضحيت لأجلهم، فأوقفت دراستي الجامعية وعملت ليكملوا دراستهم، وكنت أنا فعلياً التي أصرف على المنزل، لأن والدي كان مدمن كحول ولا يتبقى له شيء ليصرف علينا.
وتوقفت عن الدوام لأسباب نفسية وتخص شخصيتي، ورزقني الله بزوج متدين وذو شخصية قوية ومنصب عالي، والأهم من هذا كله يحبني، وهنا الكل تخلى عني ولم يعودوا يسألوا إلا إذا سألت، وبالسنة مرة، لأنه لم تعد لي فائدة تذكر، أحسست بالغبن والاستغلال، ولكن الله كريم وهو الرازق, ولقد أخبرت زوجي كل شيء ويعرف ماضي، لأني أرفض أن أبتدئ حياتي الجديدة بكذبة وإخفاء أي شيء يخصني، إلا مشاكل الشخصية أنكرتها حتى على نفسي؛ لأني لا أريد أن أحس بنظرات الشفقة من أي شخص، وأريد أن أشعر بأنه لا يوجد بي أي علة.
شخصيتي من أيام الطفولة ضعيفة، أتنازل عن حقوقي لمجرد أنني أخاف مواجهة أي شخص, غبية, طيبة, خيالية أعيش بعالم خيالي أرسمه بذهني وأوقات لا أفرق بينه وبين الواقع, ساذجة، عندي الرهاب الاجتماعي, أرتجف وأتشنج وأتوتر وتزداد ضربات قلبي عند أي موقف أحس فيه بالإحراج، أو أن أعين الناس فيه علي، أو أتعرف على أي شخص جديد, لا أستطيع النظر بأعين الآخرين, أحس أني بلا أي قيمة, الجميع على حق وأنا دائماً المخطئة.
أصبحت أتأتأ بالكلام, أشعر بأن الناس كلها تتكلم عني أو تسخر مني، ولمزاتهم وضحكاتهم علي لدرجة أني لم أعمل عرساً أو حفلة خطوبة، وانتقلت لعش الزوجية مباشره؛ لأني أشعر أنه لن يحضر أحد أو أني لا أستحق أي شي, أتجنب اللقاءات العائلية خوفاً أن أنحرج أو أبكي أو أتوتر أو يلاحظ أحد رعشة يداي والتأتأه عندما تسرع نبضات قلبي، خصوصاً عند لقاء أهل زوجي فقط أبادلهم السلام وأجلس قرب زوجي، ولا أباشرهم بالحديث وأتجنبهم وهم بدورهم لا يحبوني أو يقبلون بي، وهذا جداً يؤثر فيني, العادة السرية لا أستطيع الابتعاد عنها.
بدأت أحس أني ظلمت زوجي, لأني ارتبطت به، وأني مصدر إحراج له مع أني لا أبين أي شيء، أو أنه لاحظ علي فقط شعور بداخلي أني لا أستحق أن أعيش وأني بلا أي قيمة تذكر, زاد وزني للـ 91 كيلوغرام, أصبحت لا أهتم بشكلي, أكره نفسي أكره الصورة التي تنعكس عالمرآة أمامي, أقضى أغلب وقتي بالتفكير والبكاء, أصبحت جداً درامية، وأبحث عن أي مشكلة حتى أبدأ بالبكاء، وأضايق زوجي وأستدعي اهتمامه وحنانه, لا أعرف كيف السبيل لعيش حياة طبيعية بعيداً عن كل هذه الآلام والجراح.
واسمحوا لي على الإطالة، وجزاكم الله كل خيراً.
شهد الورد.