السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أعاني من مشاكل في الكلام، حيث أنني عندما أبدأ في التعبير أو الكلام أنسى الكلمات، وعندما أبحث عنها في عقلي لا أجدها, ودائما لا أستطيع أن أعبر عما أرغب به لأنني عندما أبدأ في الكلام لا أستحضر الكلمات، أي يأتيني تشتت ذهني، وهذا يحدث لي دائما.
كما أنني عندما أتكلم لا أركب جملا منطقية، فأنا أتكلم مثل الطفل الصغير الذي يرمي كلمة من هنا وهناك دون أن يكون هنالك رابط بين الكلمات أو الجمل، أي أنني أفقد الروابط التي تربط بين الجملة والتي تليها، وعندما أبدأ في الكلام أفقد قدرتي على التنفس الجيد، فأحس أن الهواء لا يدخل.
ولدي عيوب في النطق، حيث أنني لا أنطق الكلمات جيدا، فمرات أنقص من الكلمة لأني لا أستطيع أن أنطقها كاملة، كما أنني أحس بأن لساني عاجز عن ذلك، ومرة أغير حرفا بحرف آخر.
مثلا: أتذكر أنه قبل يومين أردت أن أنطق هذه الجملة التي وجدت فيها صعوبة في حرف الراء "عشر ريالات"، حيث أنني نطقتها هكذا "عشر ليالات"، أي استبدلت الراء باللام، وبعد محاولات كثيرة توصلت إلى نطقها.
كما أن لدي مشكلة أخرى منذ الصغر وهي النسيان، وأيضا فأنا قليلة التركيز حتى في دراستي، حيث أن عائلتي لاحظت هذا الأمر، ودائما تأمرني بالتركيز وعدم النسيان, فمرات عندما أريد أن أقص قصة حصلت معي أو مع غيري، أنسي بعض تفاصيلها، أو أعطي أفكارا غير متسلسلة، فيضطرب الكلام لدي وأسكت، ولدي مشكلة هي أنني ثقيلة في الفهم، أي عندما أسمع قصة أو شيئا آخر لا أفهم مغزاها، أو لا أفهم ما يقال لي، خاصة إذا كانت القصة طويلة، فأنسى بدايتها، أو بعض النقاط المهمة فيها، فلا أفهم المغزى.
ولدي سؤال: هل الإنسان ولد ذكيا، أو أصبح ذكيا؟ وكيف أستطيع أن أحسن من مستوى تركيزي، وأتفادى النسيان؟
مع العلم أنني تلقيت تربية قاسية من طرف والدي في صغري، حيث أن الكلام والإدلاء بالرأي كان ممنوعا، وكنت أخاف من التكلم خوفا من والدي الذي يضربني على أي خطأ أرتكبه، وأصبحت فتاة خجولة جراء هذا، لأنني لا أستطيع أن أدافع عن حقي بسبب عدم قدرتي على التعبير، فمرات عديدة انتهك حقي، ولم أستطع أن أقنع الناس بأنني مظلومة؛ لأنني لا أجد الكلمات التي أعبر عنها، فأنا مثل الطفل الصغير ذي 3 سنوات، الذي بدأ يتعلم الكلام، والذي لا يعرف كيف يركب الجمل، وليس لديه ثراء في معجمه اللغوي.
أرجو أن تساعدوني، لأنني حقا لن أستطيع العيش في هذا العالم مادمت غير قادرة على الكلام، خاصة وأنني جامعية، ودائما أنا معرضة لنقاشات مع الأساتذة والطلبة، ولكن لا أجد ما أقوله، لأنني لست متعودة على إبداء رأيي، حيث أنني عندما أتكلم فلست مقتنعة بما أقوله، أي ليست لدي قناعات في حياتي.
كرهت حالي، كل هذا بسبب والدي، والمشاكل التي تعرضت لها عائلتي، وها هي انعكاسات هذه المشاكل تؤرقني حتى بعد انتهائها.
أنا أريد أن أتحسن لأنني أعاني، أخاف من الكلام ومن التبرير، لأنني لا أجيدهما، مع العلم أنني عندما أكتب أجد الكلمات والجمل، ولكن عندما أتكلم أفقدها، والدتي أصبحت تمل عند سماعي، فمرة كنت أتكلم معها، فعجز لساني على إخراج ما كنت أريد أن أتكلم عنه، فبقيت أكرر نفس الكلمة حتى أهانتني أمي، فما بالكم لو أنني تكلمت مع الآخرين.
بارك الله فيكم.