السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكر جميع القائمين على هذا الموقع لإتاحتهم الفرصة لنا بالاستفسار والفضفضة، راجين المولى -عز وجل- أن يجعله في ميزان حسناتكم، ويجزيكم خير الجزاء.
أنا شاب أبلغ من العمر 30 عاماً، أعاني من بعض المشاكل الصحية والاجتماعية، والتي أعتقد أنها قادتني إلى مشكلات نفسية، في البداية أنا -ولله الحمد- شاب ملتزم ومحافظ على الصلاة، وأخلاقي عالية بشهادة المقربين، مشكلاتي تتلخص في أني أعاني من مرض التهاب الشبكية الصباغي (العشى الليلي)، وكما تعلمون فهذا المرض لا يوجد له علاج إلى يومنا هذا، وأعاني أيضاً من السمنة المفرطة -وزني 120 كيلو غراماً وطولي 170 سم- وأعاني من تضخم الثديين، هذا من الناحية الصحية، والتي بدورها أدت إلى مشكلات اجتماعية، حيث أنني اتعرض للكثير من المواقف المحرجة بسبب ضعف بصري وزيادة وزني؛ مما أدى إلى مشاكل في عملي، حيث أني أعمل في مجال الصيدلة، ولا أجد الاستقرار في عملي.
مشكلتي الاجتماعية الرئيسية والتي جعلتني أكتب لكم، أني لا أجد زوجة ترضى بي، تقدمت لخطبة عدة فتيات، وفي كل مرة أقابل بالرفض عندما أصارحهم بما أعاني من مشاكل في بصري وفي وزني، وأنا كشاب لدي احتياجات عاطفية وجسدية ملحة، أفكر كثيراً في الجنس، وفي الأطفال، وفي رغبتي في تكوين أسرة، ولا أجد الزوجة بسبب ما أعانيه من مشاكل.. ما يزعجني أكثر هو شعوري المستمر بأن حياتي متوقفة، وحياة الآخرين مستمرة، أشعر أن الزمن يسبقني، حيث أن جميع أصدقائي وأقاربي الذين في عمري تزوجوا ورزق بعضهم بأطفال، أشعر بالوحدة كثيراً، أشعر أن الجميع لديهم اهتماماتهم ومشاغلهم، إلا أنا.
بسبب كل هذا أشعر بالوحدة والاكتئاب والحزن، ولا أستطيع إظهار أي من هذه المشاعر، حتى لا أؤذي أهلي، ولا أشكو لأحد همي، بل على العكس أحاول التظاهر بالفرح والفكاهة في أغلب الأوقات، أشعر بالاكتئاب، ولا أشعر بقيمة الحياة، ولا أجد ما يستحق التعب لأجله، لا أهتم كثيراً بعملي ولا أحبه، أهتم بإنقاص وزني ولكني أتكاسل، لا أعلم لماذا؟ لا أجد الدافع والحافز، أشعر بفراغ في حياتي، ولا أرى ما هو مثير في مستقبلي.
في كثير من الأحيان أبكي لوحدي بحرقة، خاصة عند ازدياد شعوري باليأس، أو عند تعرضي لموقف محرج يذكرني بمشاكلي، ولكني أندم بشدة بعد بكائي؛ لأنني أشعر أنني فشلت في اختبار الصبر على الابتلاء.
أعتذر على الإطالة، وأتمنى أن يتسع صدركم لهذه الفضفضة، وإذا كان لديكم ما تنصحونني به فلكم جزيل الشكر والتقدير.