السؤال
عندما بدأت أشتكي فقط من الأشياء التافهة، وهي عندي تافهة، لكنها عند غيري ليست تافهة لأن فيها هموم حقيقية، لم يكن أحد يهتم لسماعي، ودائماً يلمونني بأني أنا المخطئة حتى ولو لم أكن مخطئة، ولا يفهمونني، بل يستهزئون بي ويستحقرونني أمام الناس، لذلك عندما أفكر أن أشتكي في ما أشعر به من ألم حقيقي خوفاً من كل ذلك، أيضا لم أجد الشخص المناسب لهذا، ولكن بدأت أفعالي تشتكي وتظهرني، وكأني فتاة شرسة عدوانية جداً، وحتى أن كل من حولي ينظرون لي نظرة غريبة، والطالبات لا يفكرن حتى بالسلام علي.
أما بالنسبة للمعلمات فهن يستحقرنني جداً، ويقلن أمام الطالبات هذه البنت غريبة، ما عمرنا رأينا مثلها، ويقلن أيضا للفتيات اتركوها ولا تضيعوا وقتكن مع بنت مثلها، وأشياء أخرى كثيرة.
أشعر بالألم! هل هن يقلن هذا الكلام فقط؛ لأني أرفض أن أشارك أو حتى أرفض أن أحل الواجبات، لكن كل هذا بسبب ظروف معينة، فهن لا يكلفن على أنفسهن عناء سؤالي، لذلك يستحقرنني، وأشعر بالألم الشديد، ليس من الناس، بل من مستقبلي؛ لأن أسلوب الناس سوف يحطمني مع أني لا أبالي بالناس، ولا حتى بكلامهم، لكن مللت من هذه الحال، حتى المعلمات اللواتي لا يدرسنني ينظرن إلي نظرة غريبة، حتى أني عندما ألتفت وأنظر إليهن أجدهن يغيرن اتجاه نظرهن عني!
ما أود معرفته هو كيف أتخلص وأبدأ أكتسب الثقة؟ وأبدأ أشارك مع المعلمات، وأتفاعل مع الطالبات، لا أريد أن أثبت وجودي بشيء سيء، ولا أريد أن أصل إلى مراحل الاكتئاب، والألم فما مررت به في الماضي قد كفاني لا أريد أن يكون المستقبل مشبهاً للماضي.
جزاكم الله خيراً، ونفعكم بما علمكم.