السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
منذ ست سنوات ونصف كفلت أم زوجي بنتا عمرها ثلاثة أيام من أمها؛ لأن أمها كانت لا تستطيع إخبار أهلها بزواجها العرفي -والله أعلم- وأصبحت أم زوجي هي أمها, ربتها, وكبرت في بيتها, وهي تعلم أن أم زوجي هي أمها, وأباها زوج أم زوجي, وزوجي أخوها.
وأمها الحقيقية تأتي كل فترة تراها, وأخبرنا البنت أنها عمتها أخت أبيها, مع العلم أن جميع المحيطين بنا يعلمون حقيقة أمرها, ويعلمون من أمها الحقيقية.
كبرت البنت وسط الجميع, ولكن دللت دلالا شديدا للغاية, فنادرا ما تعاتب على تصرفاتها, فأصبحت شديدة العناد, وأصبحت تعامل أمها (أم زوجي) بأسلوب سيّء, ولا تسمع كلامها, وتحدثها بأسلوب لا يليق, وترفع صوتها عليها كثيرا, وكأنها تحدث طفلة صغيرة, ولا تشعر بها, وإذا لم تستجب لأي طلب تفعل ما يضايقها إلى أن تستجيب.
ولا تهتم ولا تتأثر حتى في حالة مرضها, رغم شدة حنانها عليها, وتعامل أباها (زوج أم زوجي) أسوأ من ذلك بكثير, رغم حبه وتدليله الشديد لها.
أما زوجي فهو مثل الجميع, يدللها ويحبها بشدة, ولكنه الشخص الوحيد الذي تخاف منه إلى حد ما, ولكن عندما رأت أمها أنها تقف كثيرا أمامه، من أجلها أصبح غير مؤثر.
بالإضافة إلى كل ذلك معاملتها مع أصدقائها -وهم جيرانها - سيئة للغاية, فهي تعاملهم بمنتهى الغرور, وإذا وجدت غيرهم تعاملهم معاملة سيئة جدا, والكل لاحظ ذلك.
أم زوجي تشتكي منها كثيرا, وأبوها كذلك, وكل من يتعامل معها يشكون من عيوبها, ولكن الأم شديدة الحنان والدلال المبالغ فيه معها, فكل أخطاء الفتاة تأخذها بضحك وتهاون.
منذ فترة زيد على هذا كله بعض الأمور مثل:
أنها أصبحت تنقل الكلام, ولكن بصيغة تهديد, كأن تسمع أمها تتحدث عن أي أمر, أو غير أمها, وتقوم بنقل الكلام, ولكنها لا تنقل الكلام كله, تأخذ الجزء الذى يثير أي مشكلة, ولا تخبر بحقيقة الأمر كله.
بالإضافة إلى تدخلها في كلام الكبير دائما, وعندما يذكر أحدنا أمامها أن هناك فتاة جميلة, أو يذكرها بخير تغضب, ولا تريد أحدا أن يذكر أي فتاة أنها حسنة, وهنا يكون رد الأم عليها أنت الأجمل والأفضل, ولا يوجد مثلك, وكل ذلك لا تجد من يلومها عليه, أو يوضح لها, وترفض الأم دائما من يحاول التدخل في تربيتها, أو إصلاح عيوبها التي تشكو منها طيلة الوقت.
ومنذ فترة تعهدت أن أذاكر لها دروسها, ولكن الفتاة لم تستجب؛ لأنها لا تريد غير أن تلعب مع أصدقائها, فاستخدمت وسائل الضغط على أمها, وكالعادة لم يكن من الأم غير الاستجابة, وكل ما يهم الأم أن الفتاة تنجح بأي طريقة, وليس أن تكون متفوقة, رغم ذكائها الشديد, فأصبح الأمر غير مهم عند الجميع.
كثيرا ما تحدثت مع الجميع أن هذه الفتاة يجب أن تتحلى بكثير من الأخلاق الكريمة لكي تساعدها في يوم ما عندما تعلم حقيقة أمرها, وأن الله سوف يحاسبنا على تربيتها وتعليمها ودينها, وليس على الحنان عليها فقط.
كان الجميع يوافقني على هذا الكلام, ويعلم صحته, ولكن بدون جدوى.
وأخيرا: الفتاة تنشأ صحيا بطريقة خاطئة, تكاد تكون لا تأكل إلا أقل القليل, ودائما هي مصابة بالأمراض؛ لأنها تعتمد في أكلها على الحلويات, وعندما يجهز الطعام ترفضه بشدة, ولا يكون من الأم إلا الاستجابة؛ مما جعلها دائما عند الطبيب.
في النهاية أعتذر على الإطالة, وأريد من سيادتكم إخباري عن الحلول لهذه الأمور, وذكر التصرف الطبيعي معها, وغير الطبيعي, وكيف نقومها لكي نكون قد قمنا بدورنا أمام الله عز وجل, وما هو دور كل واحد منا معها أمام الله عز وجل.
وجزاكم الله خيرا.