السؤال
السلام عليكم.
أنا أحب شخصا منذ سنة ونصف، وعدني بأن يطلب يدي للزواج، وهو يدرس الآن، وجاء شخص آخر لخطبتي، وقلبي متعلق بالشخص الذي أحبه، وأخاف أن أتركه وأتذكره بعد زواجي أو أخذله، فماذا أفعل؟
السلام عليكم.
أنا أحب شخصا منذ سنة ونصف، وعدني بأن يطلب يدي للزواج، وهو يدرس الآن، وجاء شخص آخر لخطبتي، وقلبي متعلق بالشخص الذي أحبه، وأخاف أن أتركه وأتذكره بعد زواجي أو أخذله، فماذا أفعل؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لارا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة– ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونشكر لك هذا الحرص على السؤال، وإنما شفاء العيِّ السؤال، ونتمنى دائمًا لكل فتاة أن تحرص على أن تقبل بمن يأتي البيوت من أبوابها، ولا تتساهل وتتهاون مع شاب خطبها من نفسها، أو كوّن معها علاقة في غفلة الأهل، وبعيدًا عن ضوابط الشرع الحنيف الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.
ومثل هذا الشاب الذي يتكلم بهذا الكلام في سنوات الدراسة غالبًا ما يكون ممن لا يملك أمره، والسلطان إلى أهله، ولا يملك أموالاً، ولا يستطيع أن يُحدد قرارًا، ومعظم الشباب لا يفرق بين الإعجاب وبين الحب، وربما يتكلم بكلمات لكنه ينسى أن الزواج مسؤولية، فلا ننصحك لأجل هذا الانتظار بالسراب، وانتظار لأمر لم يكن ولا ندري إلى أين سيصل، ولو كان في الشاب خير لكان عليه أن يطرق باب أهلك، ويتكلم معهم في هذا الموضوع، ثم بعد ذلك لا مانع من أن يُكمل دراسته، أَمَا والشاب لم يتقدم خطوة واحدة إلى الأمام وكانت مجرد أماني ومجرد كلمات، فإننا ننصحك بطي هذه الصفحة، خاصة إذا كان هذا الخاطب القادم صاحب دين وصاحب خلق، وارتاح أهلك إليه، ووجدت نفسك أيضًا عندك استعداد للقبول به أو التعايش معه.
ومن هنا نحن ننصح بالقبول بهذا الرجل إذا كانت الشروط الشرعية متوفرة، وخير للفتاة دائمًا أن توافق على شاب يرضاه الأهل –يرضاه الأب، ترضاه الأم، يرضاه المحارم– فإن الرجال أعرف بالرجال، ولا ننصح في هذا الزمان أن تنتظر الفتاة شابا حتى يدرس، ولا ندري بعد ذلك هل المشاعر كما هي أم دخلتْ أخريات على الخط –كما يُقال– فتغيّر ما في قلبه، هل أسرته يمكن أن توافق؟ هل عنده استعداد بأن يقوم بمراسيم الزواج؟ هل أسرة الفتاة ستقبل به؟
يعني هناك أشياء كثيرة لا بد أن ننظر إليها، والإنسان لا يضيع الفرص الآنية إذا كانت فرص صحيحة، والشريعة دائمًا تهتم بالدين والأخلاق، فإذا وُجدتْ هذه الأمور فإن بقية الأشياء كلها أمور مساعدة.
فمن هنا نحن نسأل: هل الخاطب الجديد صاحب دين وخلق؟ ولماذا قبله الأهل؟ ما هي الميزات التي فيه؟ هل وجدت في نفسك استعدادا للقبول به؟ ودعك عن الأشياء السابقة، فإن هذه قد تشوش على الإنسان، لكن إذا كان الشاب فيه مؤهلات ممن يُقبل ومثله يُشتهى وتبحث عنه النساء وترضى به، فعند ذلك لا تضيعي هذه الفرصة.
وعلى كل حال فإن المؤمنة إذا احتارت في أمرٍ ولم يتبين لها فيه الصواب فإنها تصلي صلاة الاستخارة، ولأهمية هذه الصلاة فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم– يعلمها لأصحابه كما يعلمهم السورة من القرآن، فتستخير ربها، وتستشير محارمها، ثم تتوكل على الخالق القدير سبحانه وتعالى.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يُقدِّر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، وسوف نكون سعداء إذا جاءتنا تفاصيل أكثر حول هذا الموضوع، حتى نتابع معك هذه القضية، ونؤكد أن وُفاق الأسرة وطلب صاحب الدين والرضا به، هذه من علامات التوفيق والخيرات.
ونسأل الله لك التوفيق والسداد.