السؤال
أنا مصابة بشرخ وبواسير منذ صغري، كان الأمر يتعبني عند الإمساك فقط، ولكن منذ أن ولدت ولادة قيصرية، وهي تؤلمني إذا دخلت لقضاء الحاجة سواء إمساك أو غيره، مع العلم أني أرضع طفلي.
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
أنا مصابة بشرخ وبواسير منذ صغري، كان الأمر يتعبني عند الإمساك فقط، ولكن منذ أن ولدت ولادة قيصرية، وهي تؤلمني إذا دخلت لقضاء الحاجة سواء إمساك أو غيره، مع العلم أني أرضع طفلي.
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم حمزة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن وجود الألم الشديد أثناء التبرز، وبعد التبرز يعني وجود شرخ شرجي؛ لأن البواسير عادة لا تسبب ألما شديدا إلا أنها قد تسبب صعوبة في إخراج البراز، خاصة البواسير الخارجية.
وكما تعلمين فإن الشرخ الشرجي هو عبارة عن تمزق، أو قطع طولي قصير في مخاطية الشرج من الداخل, ويصاحبه تقرح سطحي في الوجه الخلفي من الفوهة الشرجية، ويبدأ الشرخ كقطع صغير تحت فتحة الشرج من الداخل، ثم يزداد طوله مع إهمال العلاج، وقد يتورم الجلد حوله مكونًا نتوءً عالقًا بالشرج.
والشرخ الحاد هو الذي لا يزيد عمره عن 3 أسابيع، أما الشرخ المزمن فينجم عن عدم شفاء الشرخ الحاد، وهو الذي يرتبط في كثير من الأحيان بتكوين بروز جلدي عند فتحة الشرج - كما هو الحال عندك -.
والأعراض تكون بالشكل التالي:
-آلام شديدة في فتحة الشرج عند التبرز، وتستمر بعده لمدة تتراوح بين دقائق وساعات.
- نزول دم بعد التبرز، ويكون دمًا نقيًا غير مخلوط بالبراز.
- الشعور بالألم وعدم الراحة أثناء الجلوس.
- وجود إمساك, حيث إنه المسبب الرئيسي للشرخ، كما أن المريض بالشرخ الشرجي عادة ما يميل إلى تأجيل التبرز خوفًا من حدوث الألم.
وقد يتحول الشرخ إلى شرخ مزمن صعب الالتئام، يتسبب في تليف، وتشنج جزء من العضلة القابضة الداخلية للشرج.
أما العلاج فيكون بالتخلص من الإمساك أولًا، وذلك بالتالي:
- تناول طعام غني بالألياف مثل: الخضر، والفاكهة، وتناول كميات كبيرة من السوائل لعلاج الإمساك.
- تناول الملينات مثل: (Agiolax) ملعقة إلى ملعقة مرتين في اليوم، ويمكن تناوله حتى عند الحوامل أو المرضعات.
- عمل مغطس دافئ لمنطقة الشرج.
- الإكثار من شرب الماء قدر المستطاع (لا يقل عن 8 أكواب يوميًا).
- التقليل من الجلوس على الأرض فترة طويلة.
- من الأدوية التي تستخدم هي: (xyloproct)، وهو عبارة عن مرهم مسكن، يلين العضلة العاصرة لفتحة الشرج، ويدهن به فتحة الشرج قبل التبرز, مع الحرص على نظافة اليدين.
وفي إحدى الدراسات وجد أن استخدام (Nitroglycerine 0.2% Ointment) - ويجب الانتباه إلى أن لا يكون 2% المستخدم للقلب - يساعد على شفاء الشرخ المزمن في 70% من الحالات؛ لأنه يرخي العضلة المعصرة للشرج، وتقلص العضلة هو السبب في عدم الالتئام، ويكون ذلك بوضع كمية قليلة منه على عود قطن، ثم إدخاله قليلاً فقط في الشرج, ومسحه هناك مرتين في اليوم، وقد يسبب الصداع، والدوخة؛ لذا فإنه يستخدم أول مرة في الليل عند النوم، وهناك أيضًا - إن وجد - (Nifedipine Ointment 2%)، فيمكن استخدامه بدلًا عن النتروغليسيسرين.
في بعض الحالات يتم إعطاء حقن البوتيوليزم (البوتوكس) في الشرج، وقد يفيد في كثير من الأحيان.
أما إن استمر الشرخ، ولم يتحسن مع العلاجات والإجراءات السابقة، فإنه يتم اللجوء لعملية قطع العضلة الضامة الداخلية للشرج تحت تخدير كامل، وهذه العضلة التي يتم قطعها هي إحدى العضلات الثانوية، وليس لها أي تأثير على التبرز، وقطعها إجراء طبيعي في هذه العملية، وليس له أي مشاكل بعد العملية، ولا يوجد داع في معظم الحالات لاستئصال الشرخ، أو محاولة خياطته، حيث إنه يلتئم تلقائيًا، ولا تحتاج هذه العملية إلى وضع فتيل في الشرج, والألم بعد العملية طفيف، يغادر المريض المستشفى في مساء يوم العملية، والعودة إلى العمل بعد يومين.
وأما عن نتائج العملية، فإنه يختفي معظم ألم الشرخ مباشرة بعد العملية، ويتلاشى تمامًا خلال أيام، ويختفي جرح العملية (2مم) خلال يوم، أو يومين، ولا توجد حاجة إلى إجراء أي نوع من الغيارات للجرح؛ لأنه جرح داخلي.
والله الموفق.