السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
واحدة من صديقاتي علاقتنا قوية جداً -ولله الحمد- والاستشارة تخص صديقتي أكثر، كنا ندرس في كلية واحدة، وبعدها حولت وهي تخرجت قبلي بسنتين، وبعد التخرج جلست في البيت وحاولت في أهلها أن تدرس في التحفيظ فرفضوا، وعرضت عليهم أن تنتسب لدورات ورفضوا، وتحمسوا لحاجتين فقط، وهي أن تكمل دراستها الماجستير أو تتوظف في مدرسة أهلية، والمشكلة كلاهما صعب وليسا مثل التحفيظ والدورات، واتصلت على مدرسة أهلية تسألهم عن الوظائف، فطلبوا منها تحضير درس ثم شرحه لكي يقيموها، وفرحت وأخبرت أهلها وحطموها، وأخبروها أنه ليس هناك من يوصلها.
ومشكلة صاحبتي أنها لا تتحمس إلا مع الناس، وإذا رأت من حولها يحبطونها تتكاسل وتتوقف، وهذا صار معها في حفظ القرآن، سجلت في تحفيظ بضعة أيام، وبدأت تحفظ ثم تركت التحفيظ وحاولت تحفظ في البيت، وتشتكي من قلة الحماس، ومجموعة بنات أنشأن (قروبا في الواتس أب) لحفظ القرآن، وكان نظامهن أن كل واحدة تحفظ وترسل، ومعنا متخرجة من تحفيظ كانت هي المسؤولة، وآخر كل أسبوع تختبر كل واحدة في جزئية الأسبوع كلها بالهاتف، وصديقتي لم يعجبها الوضع، وكل البنات استمرين في الحفظ إلا هي خرجت من المجموعة.
فكرت أن أشتغل في جمعية خيرية ولو متعاونة، وكلمت صاحبتي فتشجعت لكن ما تيسر لنا، لأن أهالينا رفضوا وكانت فيه صعوبة في المواصلات، وقدمنا في مدرسة أهلية وصاحبتي تحمست وما كان لنا نصيب، المشكلة أن صاحبتي ليس عندها رغبة في العمل والإنجاز إلا إذا وجدت من يحمسها ويشجعها، وهذه مشكلة، يعني صعب جداً أن تتوفر الظروف والبيئة المحفزة، وآخر شيء صار تم فتح تقديم للماجستير، وأنا قدمت وصديقتي مسافرة وفاتها الاختبار، وقبلت وأحسست أنها ليست فرحانة لي، ولم تهتم مثل باقي صديقاتي، وقالت لي: أنا لم أعد متحمسة للماجستير لأني كنت أتمنى أن ندرسه مع بعض، وهو عمل صعب وكثير دون فائدة، والمشكلة بعد يومين تشتكي من الملل، وانعدام رغبتها في عمل شيء، وبكائها بلا سبب.
سألتها: متى بدأ معك هذا الضيق والبكاء؟ قالت: منذ رجعنا من السفر؟ وكانت تلك الفترة التي ترشحت فيها للمقابلة الشخصية للماجستير، وأنا أقول والله أعلم إذا كان كلامي صحيحاً، يمكن أن يكون سبب حزن صاحبتي ومللها، أنها تحس أني لن أكمل معها في شيء مثل الوظيفة أو أية مشاريع أخرى، صعب علي أن أتوظف وأن أدرس ماجستير، فيمكن أحست أن كل وحادة منا ستكون حياتها مختلفة عن الثانية، فتضايقت وصارت تحس أنها فقدت الرغبة في كل شيء، ويمكن جلوسها في البيت سبب لها مللاً وضيقاً، الآن لها 4 سنوت متخرجة ولم تكن عندها مشكلة، وخفت أن أقول لها هذا وتفهمني خطأ، وتحسب قصدي أنها ليست فرحانة أو تغار مني.
مع العلم أن صديقتي هذه اجتماعية، لكن صديقاتها لسن من النوع الذي يتحمس أبدًا، ويمكن كانت متحمسة معي أنا فقط.
السؤال: ما سبب ملل صاحبتي وحزنها بنظركم؟ وكيف أساعدها في حل المشكلة؟