السؤال
أشكركم على هذا الموقع الجميل بارك الله لكم فيه، وجعله في ميزان حسناتكم.
هذه قصتي مع هذا الشاب، أخو صديقتي يملك مكتبة وكثيرا ما أتردد عليها لقضاء ما أحتاج من لوازم مدرسية، الصديق الذي يعمل معه سنة ثانية دكتوراه ميكروإلكترونيك، وأستاذ جامعي في نفس الوقت، في يوم من الأيام واجهت مشكلة في حل أحد الواجبات ولم أجد من يساعدني في ذلك؛ فأخبرتني صديقتي أن الصديق الذي يعمل مع أخيها سنة ثانية دكتوراه ميكروإلكترونيك وأستاذ جامعي في نفس الوقت، فذهبت إليه وسألته وأجابني -والحمد لله- ثم أعطاني دروسا أخرى تعينني، وأعطاني دروسا دينية جدا رائعة، كما أنه ترك لي موقعه على الفيس بوك كي لا أضطر للتكلم معه لفترة طويلة وجها لوجه، وأن سؤالي له على الفيس بوك سيكون أحسن.
لكن حدث ما لم أكن أتوقعه، ففي يوم من الأيام بعث لي برسالة أخبرني فيها أنه يريد التقدم لخطبتي لالتزامي بحجابي ولما رآه مني من حسن خلق ودين، ولكنني أخبرته أني لا زلت أدرس، فقال: إن وافقت سأبعث أمي لتطلبك بصفة شرعية، ثم سأنتظرك أربع سنوات، وهو الوقت الكافي لكي يصل كلانا لما يطمح إليه من شهادات، بعد ذلك أخبرته أن الأمر ليس بيدي بل بيد والدي؛ فإن وافق فأنا أيضا موافقة.
أخبرت أمي بالأمر سرت كثيرا في البداية، وأخذت تقنعني بالشاب وبأنها فرصة لا تعوض، لكن أمي فيما بعد خشيت إخبار أبي بالأمر وقالت: إنها تعرف إجابته وهي: أني لا زلت صغيرة ولن يقبل بأحد حتى يضمن لي مستقبلي، وبعد شهرين أخبرت والدي وكانت إجابته حقا كما قالت، كما أنها هي أيضا غيرت رأيها.
بعد إخباره قالت لي: ابعثي له رسالة وأخبريه بما قاله أبوك (أبي لم يرفضه شخصيا، بل رفضه بسبب صغر سني, وعدم إكمال دراستي وطول مدة الخطوبة؛ فهو يخشى أن يغير الشاب رأيه وأبي لا يريد أن يشوه سمعتي، أستطيع أن أنقصها إلى عامين -أي الحصول على الليسانس فقط- وأكمل الماستر بعدها بإذن الله؛ فقط لكي لا أضيع هذه الفرصة، وهو يوافق على هذا وأخبرني أنه سيساعدني في ذلك).
أخبرتها بأن الرد لا يكون هكذا مباشرة؛ لأنني أخاف أن أكون آثمة لرفضه بسبب الدراسة، ورسولنا الكريم يقول: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) رواه الترمذي وغيره، وأخبرتها مع كامل احترامي لرأيها أنني سأبعث استشارة لموقعكم.
هو يبعث لي من حين لآخر رسائل يسأل فيها عني وعن أحوال دراستي وعن عائلتي، كما يرسل لي معلومات وكتبا قيمة جدا، جعل الله هذا في ميزان حسناته، وأنا أخبر أمي بكل ما يدور بيننا، كما أنه يسألني أحيانا عما إن كانت هناك مستجدات في الموضوع أم لا، فهو يريد أن يطمئن بإرسال أمه بعد أن أصبح يعمل بمركز من مراكز بحث بلدنا لكن بولاية أخرى.
عمر الشاب 29 سنة، وقد قال: إنه لن يختار غيري مهما كانت الإجابة بالرفض فسيصبر، ينتظر الوقت المناسب لإعادة المحاولة فهو أصلا لا يريد الزواج الآن بي أو بغيري، استخرت الله مرات عدة وكل أحلامي كانت مبشرة، كما أنني أحس بطمأنينة تجاه هذا الإنسان واحترمه كثيرا، وهو كذلك ولم أر منه إلا الخير.
أرجوكم أخبروني ماذا أفعل أخشى إن أضعت هذا الشاب ألا أجد مثله بعد إكمال دراستي، ومع ذلك أضع كل أموري بيد الله سبحانه يقدر كما يشاء.
أخيرا بارك الله فيكم، وجزاكم الله خيرا، ودمتم في رعاية الله وحفظه.