السؤال
السلام عليكم
أعاني من اضطراب في هويتي، فأنا فتاة لكن أشعر بأني رجل في كل شيء، وهذا المشكل حطم حياتي، فأنا لا أستطيع أن أفكر في الزواج مثل كل البنات، فما هو الحل؟
السلام عليكم
أعاني من اضطراب في هويتي، فأنا فتاة لكن أشعر بأني رجل في كل شيء، وهذا المشكل حطم حياتي، فأنا لا أستطيع أن أفكر في الزواج مثل كل البنات، فما هو الحل؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آية الإسلام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكراً لك على الكتابة إلينا، ولا شك أن هذا عادة من المواضيع غير السهلة، فهو معقد بعض الشيء.
سأشرح أمراً مهماً، وهو أن هناك فرق بين "الجنس" الذي يولد عليه الإنسان، سواء كان ذكراً أو أنثى، وبين ما نسميه "الجندر" أي ما يعتقد الإنسان، ويشعره عن نفسه فيما إذا كان ذكراً أو أنثى. والعادة في الحالات الطبيعية أن يكون الجنس والجندر متفقان، وفي حالات نادرة جداً قد يختلف الألم، فيكون الإنسان من جنس أو نوع معين، إلا أن شعوره أنه من الجنس الآخر، وكما هو الحال عندك، فأنت بنت إلا أنك تشعرين بأنك رجل، وهذا ما نسميه اضطراب الهوية الجنسية.
ومن أعراض اضطراب هوية الجندر هذا عند الفتاة مثلك، مثلاً:
1. سلوك غير متوافق مع العرف الاجتماعي من هذا جنس أو جندر البنات، والميل لما يفضله الصبيان كالألعاب والملابس.
2. عدم الراحة، بل كره شكل جسدها ومظاهرها الأنثوية كالثديين وغيرها.
3. عدم الارتياح للتبدلات المرافقة للبلوغ، وخاصة دورة الطمث.
4. عدم الارتياح، أو النفور والرفض للدور الاجتماعي المتعلق بالإناث.
5. من الطبيعي أن لا تستطيع الفتاة الصغيرة التعبير عن رغبتها بأن تكون من الجنس الآخر، ومعظم الفتيات ينمون ويتجاوزن هذه المرحلة، والقليل جداً منهن يستمر عندهن هذا الاضطراب.
6. ويمكن عند التي تستمر عندها هذه الحالة أن نصف لها هرموناً لتأخير البلوغ، حتى يتسنى لها تعديل هذا الحال، ولنا أن نتصور كم تحتاج هذه الفتاة للدعم الكثير.
لأسباب متعددة تتعلق غالباً بالتربية وظروف الحياة، قد يصبح عند الفتاة نوع من أنواع اضطرابات الهوية الجنسية، كأن تصبح عندها ميول ذكرية كما هو الحال معك، ومن العوامل المسببة لمثل هذا، السلوكيات غير المنسجمة مع جنس الطفل:
a. النقد الحاصل أو الذي تظنه وتشعر به الفتاة.
b. النقد الاجتماعي للبنت التي عندها بعض صفات الصبيان، مما يؤثر سلبياً على نموها النفسي والاجتماعي.
c. وننصح عادة الآباء بملاحظة هذه السلوكيات غير المتناسبة مع جنس الفتاة، وتشجيع الأنشطة المناسبة لجنسها، فهذه الأنشطة ضرورية للنمو النفسي والاجتماعي والجنسي.
والفتاة التي تعاني من مثل هذه الحالة بحاجة للرعاية الخاصة، وقد تحتاج للعرض على أصحاب الاختصاص لطلب المزيد من الرعاية والعلاج.
السؤال: هل من سبيل لتغيير هذا الحال؟
الجواب: نعم، إلا أنه يحتاج للعرض على طبيب نفسي خبير في هذه الأمور من اضطرابات الهوية الجنسية، وكما تتوقعين ليس هذا بالأمر السهل، ولتسهيل الأمر يمكنك مبدئياً الحديث مع طبيبة الأسرة، وهي يمكن أن تنصح بما يمكن القيام به.
طبعاً أمر التغيير والعدول عن هذا الميل وهذه الرغبة ممكن، وإن لم يكن بالأمر السهل، وقد فعله كثيرون غيرك ونجحوا في هذا التغيير، وإن لم يكن مئة بالمئة، إلا أنه كاف لتعيش الفتاة حياة قريبة جداً من الطبيعي.
أنصحك بمراجعة أخصائية نفسية، وأن تكون أخصائية نفسية مسلمة، وإلا فالأخصائي النفسي غير المسلم أو غير الملتزم وليس كلهم، قد يقول لك بما معناه، أن هذا ليس بيدك، وأنه يستحيل عليك التغيير، وما عليك إلا أن تعيشي كما أنت، بينما الأخصائي النفسي المسلم الملتزم، وصاحب الخبرة في الاضطرابات الجنسية، سيسعى لمساعدك وإصلاح هذا الحال.
أرجو أن يكون في هذا ما يعين، وحفظك الله من كل سوء.