السؤال
السلام عليكم يا دكتور وجزاكم الله خيرا على موقعكم الرائع.
أنا شاب أبلغ من العمر أربعا وثلاثين سنة، سبق وأن تعرفت على فتاة عبر النت وتحادثنا طويلا إلى أن تعلقت بي تلك الفتاة، وحقيقة كنت أرغب في بادئ الأمر في الزواج منها لما لمسته فيها من خلق ودين، لكن للأسف عندما رأيت صورتها بالكامل لم أر منها ما يثيرني، وخفت إن أنا تزوجتها قد لا أوفيها حقها أوقد أقع في الزنا.
لكن مع ذلك استمر اتصالنا، وكنت دائما مماطلا لها، وكانت ملحة علي في السؤال لم أنا هكذا متردد، فكرهت ذكر السبب الحقيقي؛ لأن ذلك قد يكون سببا في تجريحها ورأفة بها، خاصة أني أذكر ذات مرة نهرتها على الاتصال بي فأقدمت على شرب دواء خطير كاد يودي بحياتها.
ومما زاد الأمر سوءاً أن قد تقابلنا مرارا بغية رؤيتها عن قرب، وقد اتخذت قرارا في صالحنا وللأسف أوقع بي الشيطان، وحصل بيننا تلامس سطحي عند أول خلوة فندمت ندما شديدا على ذلك، ومنذ ذلك الحين ازداد نفوري منها بعلّة أن عملي ليس مستقرّا، ولا أستطيع التكفل بمصاريف الزواج حاليا، فحاولت قدر الإمكان إقناعي بأن ذلك ليس عائقا بتاتا، ووعدتني أن تيسر علي ذلك قدر الإمكان، خاصة وأنها من عائلة ميسورة لكنني لم أستطع الاقتناع بها، في المقابل لم أستطع يوما قطع اتصالي بها، ولم أجد تفسيرا لذلك وهي كذلك.
استمررنا على ذلك الحال وخطبت الفتاة فانتابني ما انتابني من حسرة وأسى عندما أعلمتني بذلك ووجدتني أسمعها ما لم تسمعه مني من قبل من كلمات العشق والهوى، وأقسم على ذلك حتى فاجأتني بخبر فسخ خطبتها ولم أكن أعلم أني بذلك قد ارتكبت جرما عظيما، ومع ذلك عاودتني حالة التردد التي كنت عليها وأقنعتها بأن تتزوج وتتركني وشأني، وبالفعل تزوجت الفتاة بعدما فقدت الأمل من زواجنا.
وجدّ تطوّر آخر إذ بعد زواجها مباشرة اتصلت بي وأخبرتني أنها لم تنعم يوما بهذه الزيجة، وأنها لا تحبّ زوجها وأنها ستطلب الطلاق، فوجدتني كالعادة فرحا جدا باتصالها ومحبطا ومتحسرا على تفريطي فيها، ومن دون أن أشعر أسمعتها كلاما معسولا -استحببت الفكرة- راغبا جدّا في الزواج منها، ولكن في المقابل ذكرتها أن ذلك لا يجوز دون سبب شرعي، وأني خائف من أن أكون ممن قال فيهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم):"ليس منَّا من خبب امرأة على زوجها أو عبدًا على سّيده" للمرة الثانية، فلم تقتنع وهي عاقدة العزم على الطلاق ولن تتزوج إلا بي.
أنا الآن في حيرة من أمري وخائف من عذاب الله على ما اقترفته من ذنب في حق تلك الفتاة بأن تلاعبت بمشاعرها ووقعت معها فيما حرّم الله، وامتنعت عن الزواج بها دون سبب مقنع، وكنت سببا في تعاستها، وخائف مما قد أقترفه من ذنب في حق زوجها، ومما اقترفته في حق خطيبها الاول.
أنا الآن أعيش في حسرة وندم شديدين على ما آلت إليه الامور، ومبادر إلى التوبة إلى الله، وحائر فيما أفعل لأرضي الله وأكفر عن ذنوبي.
أرجوكم دلوني يا شيخ وجزاكم الله عنا كل خير، وجعله في ميزان حسناتكم؛ لأن حياتي صارت جحيما لا يطاق.